كتب: آية أشرف -
09:38 م | الأحد 19 مارس 2023
في وقت متأخر من الليل، خرج الدكتور يسري العدل من عيادته الطبية بميت فرس مركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، على أمل العودة لمنزله وسط أحضان أسرته وطفليه الصغار، خالصًا نيته لوجه الله الكريم، بعد ساعات عمله التي يأديها بأمانة ونزاهة جعلته حديث أهل بلده، إلا أن القدر كان في انتظاره ليلفظ أنفاسه الأخيرة عند استقلاله سيارته التي ركنها بجوار ترعة صغيرة، وما أن هم بفتح الباب حتى انزلقت قدماه وسقط في الترعة، لتبتلعه ماسورة ري زراعي لمدة 24 ساعة، ليموت غريقا.
وكان آخر ظهور للدكتور يسري العدل المتوفى داخل ماسورة، هو استعداداته للقاء متابعيه من السيدات الحوامل والأمهات على شاشة تلفزيون «نايل لايف» في يناير الماضي، إذ ظهر حينها مُقدم رسالة للسيدات، في البرنامج الطبي «طبيب العائلة» متحدثًا عن دور المناظير الباطنية والرحمية في علاج تأخر الإنجاب، فضلًا عن موضوعاته عن الولادة والإجهاض المتكرر وغيرها.
«علم ينتفع به» هذا ما انطبق على الطبيب الراحل، الدكتور يسري العدل، استشاري النساء، الذي ترك إرثه في علمه وعمله، لمرضاه والمترددين عليه والمتابعين معه، بل ونصائحه التي لم يبخل بها قط، من خلال صفحة دشنها لنشر المعلومات الطبية النسائية كافة، لتستفيد منها السيدات، دون التردد حتى على العيادة ودفع مبلغ الكشف.
وشارك الدكتور يسري العدل، استشاري النساء، بالعديد من المعلومات، على رأسها مشكلات المشيمة المتوغلة التي تحدث مع الولادة القيصرية، وأزمة سن اليأس المبكر للسيدات، والكشف عن التحاليل الطبية اللازمة قبل الزواج والحمل، والدواعي الطبية لعمل الأشعة بالصبغة علي الرحم، وأشهر علاج تكيس المبايض بالتدخل الجراحي، وعلاجات الأورام الليفية وطرق الوقاية منها.
حيرة كبيرة عاشتها زوجة الطبيب يسري العدل، 24 ساعة، قبل أن تتقدم ببلاغ بمركز شرطة بني عبيد، بعدم عودة الطبيب، 42 عامًا، إلى المنزل بعد الانتهاء من عمله في عيادته الطبية بقرية ميت فارس، وبالبحث وتتبع كاميرات المراقبة جرى الوصول إلى الجثمان، الذي ابتلعته ماسورة الري.
وكانت رئاسة مركز ومدينة بني عبيد، بمحافظة الدقهلية، كشفت في بيان له، اللحظات الأخيرة في حياة الدكتور يسري العدل إبراهيم، إذ جاءت على النحو التالي: «بعد الانتهاء من عمله في عيادته الخاصة المتواجدة بالمنطقة المحيطة بميزانية بميت فارس وخلال ذهابه إلى سيارته المتواجده على جانبي الطريق أمام العيادة، اختل توازنه وسقط في ترعة ري خاصة صغيرة، ولم يتمكن بعدها من الوقوف ما أدى إلى خروجه منها جثة هامدة».
