في فلسطين تحديدًا في مخيم شعفاط وقع حادث تقشعر له الأبدان، وامتزح فيه معنيان شتان بينهما، وهما «الفقد والتسامح»، إذ فقد أب فلسطيني أبنائه الثلاثة، في حادث سيارة بعدما دهستهم سيدة عند ذهابهم إلى المدرسة وهم حاملين أملهم وشنطهم المدرسية، ليعودون إليه محمولين على الأكتاف، ورغم ذلك سامح وعفا عن قاتلتهم، لتنتشر القصة المؤلمة وتسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية الفلسطينية نتيجة للحادثة المؤسفة، ونعى نشطاء الأطفال بعبارات مؤثرة داعين لذويهم بالصبر والسلوان.

سيدة تدهس بسياراتها الأطفال الثلاثة

وقعت الحادثة المروعة بعد عدم قدرة السيدة السيطرة على سيارتها، نتيجة حدوث خلل، وعلى إثر ذلك تسببت في دهسهم، ووفقًا لمركز الإسعاف بالقدس، قال محمد الفتياني، الناطق باسم مركز الإسعاف، إنّ الأطفال الثلاثة أصيبوا بإصابات بالغة متعددة في الجسد والرأس والصدر، وعلى إثرها نقلوا إلى وحدة العناية بالمكان، وبعد ساعات لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفى.

مسامحة الأب للسيدة 

الأطفال الثلاثة هم «سلينا ومنيسة وثائر»، وتراوحت أعمارهم بين ثلاث وأربع وثمان سنوات، ووفقًا لـ«العربية»، فإنه رغم الحادث المؤلم الذي ألقى بظلاله على المخيم، ووقع الألم والحسرة التي باتت تسيطر على المشهد، سامح «عصام الغزلي»، والد الأطفال السيدة «شروق» المتسببة في قتل الأطفال الثلاثة دهسا بسيارتها أثناء توجههم إلى المدرسة.

فقد وتسامح من الأب عن السيدة 

وعقب دفن الأطفال وأمام قبرهم، أعلن الأب عصام العزالي في مخيم شعفاط عن مسامحته للسيدة التي دهست أطفاله الثلاثة، ليعبر إمام المسجد قائلا «نحن نعفو عن الأخت شروق»، واعتبر الأب أطفاله شهداء وإنهم يسكنون الجنة وسيكونون سببًا بدخوله لها، لتهل التكبيرات ويقدم الجميع التعازي للوالد طالبين من الجميع الدعاء لهم.