كتب: غادة شعبان -
02:00 م | الجمعة 24 فبراير 2023
صرخة حقيقية لمست قلوب المشاهدين، اقشعر لها القلب، الدموع انسالت من العيون دون استئذان، صرخت بها «نوال»، التي جسدتها الفنانة سعاد حسني، في مشهد ثلاجة الموتى، من فيلم «موعد على العشاء»، وهي تتحسس جثمان حبيبها الموجود أمامها دون حراك وبلا روح، لتكن الشرارة التي جعلتها تعزم على تدبير موعد عشاء للتخلص من زوجها الذي قام بدوره الفنان حسين فهمي، حيث أعدت له «المسقعة» التي يفضلها، ولكن الملفت بإن القصة مستوحاة من حكاية حقيقية.
«خبر في صفحة الحوادث لزوجة لبنانية تدعى نوال»، كانت تلك القصة التي استوحى منها المخرج محمد خان، قصة فيلم «موعد على العشاء»، التي حدثت بالفعل على أرض الواقع، حيث نجح في تحويل الحادث الأليم لواحد من أكثر الافلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية واختار الممثلين بحرفية عالية، والذي يحكي عن «نوال» سعاد حسني، التي تعاني من إهمال رجل الأعمال المعروف «عزت» حسين فهمي، لتحاول الانفصال عنه وبدء حياتها من جديد، لتقابل «شكري» أحمد زكي الذي يعمل مصفف للشعر، لتجد فيه الرجل التي تبحث عنه، ويتحديا الظروف، ليقرر هو التفريق بينهما بقتله، من ثم تخطط هي للتخلص منه بوضع السم في «المسقعة» في موعد على العشاء.
ويُقدم «هُن» خلال السطور التالية، حكاية البطلة الحقيقية «نوال»، التي جسدتها الفنانة سعاد حسني في فيلم «موعد على العشاء».
«إهداء إلى نوال»، عبارة ربما لفتت أنظار الجمهور الذي تابع فيلم «موعد على العشاء»، سواء داخل السينما أو عبر الشاشات، التي أهداها مخرج العمل محمد خان، خصيصا لها، بعدما انتشرت قصتها في الصحف اللبنانية، عام 1981 تلك التي أنهت حياة زوجها وانتقمت منه أشد انتقام، من خلال وضع السم له داخل الطعام، ما حرّك مشاعر المخرج وقرر تجسيده في السينما، إذ كان عنوان الخبر آنذاك «فتاة تموت بالسم انتحارًا»، والغريب إنه نقل القصة بنفس أسماء أبطالها الحقيقيين، الفتاة اللبنانية «نوال»، وحبيبها «شكري»، والتي أرادت أن تتزوج منه، لكن والدتها رفضت حتى تتزوج بآخر ثري وهو «عزت» فقررت أن تنتحر مع حبيبها عن طريق تناول السم في وقت واحد، وبالفعل توفي الاثنان وانتشرت قصتهما.
مخرج العمل محمد خان، كان تحدث عن «موعد على العشاء»، في أحد اللقاءات له، قائلا: «القصة مأخوذة عن خبر قرأته في الصحف في باب الحوادث وبنيت عليه قصتي، وأتناول في هذا الفيلم موضوع الحرية الشخصية للمرأة، وإن المرأة عندنا لن تتحرر أبداً للأسف، لأنها لكي تصبح حرة فعليها أن تحطم المجتمع وأن تحطم نفسها».
كما تحدث الكاتب بشير الديك، في لقاء تلفزيوني له، عن كواليس الفيلم والفكرة المستوحاة من الحقيقة، قائلًا: «الله يرحمه محمد خان العظيم كان شديد الجودة والخصوصية والإنسانية، ذات مرة جابلي مجلة لبنانية وقالي شوف الحدوتة دي، واحدة عزمت زوجها على العشاء وحطتله سم في الأكل، قالي شوف بقى ويالا نعمل سيناريو، هنا بيكون أكثر من حاجة بتدور في ذهن الإنسان الكاتب، مثل إيه اللي خلالها تعمل كدا ودوافعها وشكلها عامل إزاي والطبقة الاجتماعية اللي هي منها وبدأنا نعمل حدوتة حول هذا الموضوع، وكان في ذهننا على طول سعاد حسني، وكنا بنروحلها قبل السيناريو لما يخلص أنا ومحمد خان اكتشفنا إنها إنسانة غاية في البساطة».
«سعاد كان عندها ثقة كاملة في كرو العمل»، عبارة واصل من خلالها الكاتب بشير الديك، الحديث عن كواليس شخصية «نوال» التي لعبتها الفنانة سعاد حسني، في فيلم «موعد على العشاء»، الذي هو عن قصة حقيقية حدثت بالفعل على أرض الواقع، مضيفا: «عملنا السيناريو وكان فيه لحظات صعبة منها إنها تكتشف إن زوجها اللي حبته اتقتل وخدوه حطوه في ثلاجة المستشفى، ودعوا زوجته كان يوم صعب جدا علينا كلنا، بدايةً من إن أحمد زكي يدخل في الثلاجة وسعاد كانت قلقانة جدا، ومشهد السم في المسقعة كان صعب جدا عليها».
