قبل ساعات من حدوث الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وتركيا، ارتفعت أصوات دقات قلب أم كنعان، إذ شعرت بعدم الارتياح في الساعات التي سبقت الزلزال، لتجد نفسها تهرول لحقيبة تملأها بشهادات اسرتها، وبطاقات الهوية لأطفالها الثلاث، وشهادة زواجها، فضلا عن ألبومات الصور والمقاطع المصورة لحفل زواجها، لتجمع الذكريات الموثقة، والشهادات الضرورية في مكان واحد، دون أن تعلم سبب ماتفعله سوى شعورها بعدم الإرتياح.

قدرة إلهية تنقذ أما سورية وأطفالها من الجحيم

قدرة آلهية أنقذت الأم السورية «أم كنعان»، من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا الأسبوع الماضي، إذ استوى منزلهما السكني بمدينة جبلة السورية الساحلية بالأرض، وقُتل جميع الجيران تقريبا، إلا أن نجت رفقة أطفالها بإعجوبة من الجحيم. 

سطور مأساوية وربما يتخللها صدمة عدم التصديق، ترويها الأم السورية، نقلًا عن «سكاي نيوز» موضحة إنها أيقظت أطفالها الثلاثة ونقلتهم إلى خزانة صغيرة في غرفتها، إذ ظلت أم كنعان وطفلتها مختبئين داخل مساحة في الخزانة لا يزيد عرضها على متر، بينما كانت ابنتها الكبرى وابنها الثالث في زاوية بين الخزانة وسريرها، متشبثين بحقيبة الذكريات التي أعدتها، ومستخدمين الوسائد لحماية أنفسهم عند انهار المبنى وشقتهم التي كانت في الطابق الرابع.

قصة نجاة أم وأطفالها بإعجوبة من الموت في الزلزال

صدمة ودموع تتحدث بهم أم كنعان، بعدما نجت هي وأسرتها وحقيبة ذكرياتهم: «فضلت مصدومة، وبسأل نفسي هل معقول البناية سقطت؟ ولا ده حلم؟»، موضحة إن زوجها كارن خارج المنزل ولم يصيبه ضررًا. 

وحول إنقاذها من أسفل الأنقاذ، أشارت الأم إنها كانت وأطفالها محاصرين تحت الأنقاض، وطلبوا المساعدة من رجال الإنقاذ الذين أزالوا الحطام من فوقهم: «حاولوا سحب السطح عن الخزانة والحمد لله أخرجوا الأولاد بخير وأخرجوني أنا والصغيرة بخير، ظليت ممسكة بالحقيبة وأخرجتها معي»

وتابعت: «كنت أعيش في هذا المنزل منذ نحو 8 سنوات ولم أفكر مطلقا في تخزين الأشياء بهذه الطريقة من قبل، لكن شعرت بالنصر عند الخروج بها، فالذكريات تعني لي كل شيء».