رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

جلسات التعارف عند الفراعنة.. الاختيار في نطاق الأهل والمعارف والجيران و«الطبقية» مرفوضة

كتب: غادة شعبان -

09:49 م | الأربعاء 15 فبراير 2023

الزواج أيام الفراعنة

كان اللقاء الأول بين الزوجين في مصر القديمة يتم في محيط القرية، فلم يكن المصري القديم يحبّذ الزواج من الغرباء، وإنما يختار شريكته في نطاق المعارف والأهل والجيران، وهناك مبادئ وأسس يعيش عليها الجميع ذات ضوابط محدّدة، ومن يخالفها يعرّض نفسه لعقاب رادع، إذ كانوا يصفونه بأنه التزام أبدي مقدس، فكانوا يفضّلون الزواج المبكر، ورغم ذلك كانوا يتزوجون من الفتيات البالغات القادرات على تحمل أعباء الحياة الزوجية.

الحب شرط أساسي للتوافق بين الشريكين

ربما كان السائد والمتعارف عليه في مصر القديمة هو الزواج من امرأة واحدة، حتى مع تعدّد زيجات الملوك، كان عليهم اتخاذ زوجة ملكية واحدة.

الحكيم «عنخ شاشانقي» كان قد أوصى ابنه وصية بشأن الزواج، وكيفية اختيار الزوجة المناسبة له، التي تكون في كنفه، والصالحة لحياة مستقرة، والأم الناجحة في تربية الأبناء، إذ قال في وصيته: «لا تزوج ابنك من قرية أخرى حتى لا يؤخذ منك»، وأوضح المغزى من تلك الوصايا الخبير المتخصّص في شئون مصر القديمة وعضو اتحاد الأثريين، الدكتور عماد مهدى، مؤكداً أن التعارف بين العريس والعروسة كان يتم في نطاق الأهل والجيران في القرية، وكانت تجمع شمل العائلات والأسر الاحتفالات الرسمية وحفلات الزواج والمناسبات المختلفة.

وتُشكل الفوارق الاجتماعية والطبقية عوائق كثيرة في العصر الحديث، فالحب وحده غير كافٍ لإتمام الزواج، وهو بعكس ما كان مُتبعاً في عهد أجدادنا الفراعنة، الذين أزالوا تلك الفوارق، والبقاء دائماً للحب، فقد كانت شروط التوافق بين الزوجين قائمة على موافقة الطرفين، باعتبارهما شريكين في الحياة الدينية والدنيوية، وتسود المجتمع المصري حالة من التسامح الاجتماعي في مسألة الحب والزواج، فكان يتزوج الأمير من إحدى خادماته، وتتزوج الأميرة النبيلة من خادم أبيها، ولا حرج في ذلك، فلم يكن هناك عقدة اجتماعية في هذه الناحية، فقد كان مبني على التوافق الثقافي بين الاثنين