داخل محافظة الدقهلية، وُلدت فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم، «أم كلثوم»، التي عُرفت بين زميلاتها في طفولتها بصوتها الجهوري الذي يكاد لا يوجد مثيل له، فرتلت القرآن، قبل أن تتجه للغناء لتحافظ على تفردها «كوكب الشرق» أو «الست ثومة» التي تركت إرثًا غنائيا تتوارثه الأجيال من بعدها، فباتت أيقونة للغناء ليس بمصر فقط بل العالم العربي.

على خشبة المسرح يهتز من حولها من قوة صوتها، لا تضاهيه حتى الآلات الموسيقية تبدع وتطُرب، وتترك أثرًا جميلًا بنفوس جماهيرها، ويظل صوتها يلازمهم حتى بعد التوقف عن سماع شدوها. 

وتحل اليوم الموافق 3 فبراير الذكرى الـ48 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، وهناك العديد من الأسرار الطريفة في حياة أم كلثوم، لا يعرفها الكثيرون من محبيها، نستعرض في ذكرى وفاتها واحدة منها، وهي قصة تحكيم كوكب الشرق مباراة للمارد الأحمر، بعد حصولها على عضوية النادي الأهلي الشرفية مدى الحياة، لتكون أقدم عضوة داخل القلعة الحمراء.

قصة تحكيم كوكب الشرق مباراة للمارد الأحمر

قصة طريفة، كشفها حاتم جمال، صاحب كتاب «السينما والكورة.. أسرار وحكايات»، حول كواليس إدارة كوكب الشرق لمباراة شارك فيها عدد كبير من نجوم القلعة الحمراء، إذ وقفت بصافرة الحكم تتابع بحماس، كأنها تقود الأوركسترا على خشبة المسرح.

بحسب ما ذكره حاتم جمال، حول القصة، قائلًا: «بعد أول حفلة ليها داخل النادي الأهلي حصلت أم كلثوم على وسام الكمال عشان تكون سيدة العصمة من خلال حفلة حضرها الملك فاروق ومصطفى باشا أمين وفكري أباظة ومحمد حسنين باشا وغيرهم، وقتها حجز الترابيزة الرئيسية ودخل الحفلة متخفي ولما بدأت أم كلثوم تغني شافته وراحت سلمت عليه»

حرصت على حضور المباريات

وحول كواليس تحكيمها للمباراة، أكد صاحب كتاب «السينما والكورة.. أسرار وحكايات»، أن السيدة أم كلثوم كانت متواجدة في يوم ما داخل النادي الأهلي وبجوارها عدد من اللاعبين القدامى، لتنصت لحديثهم إذ يجهزون للعب مباراة، لتطلب فجأة أن تحكم المباراة من تلقاء نفسها، ولاقى طلبها ترحيبا شديدا من الجميع: «كانت بتحضر المباريات في الاستاد هي وجوزها منها مبارة مصر والمجر 1956».

الجدير بالذكر إن هذه المباراة ظلت عالقة بأذهان الجماهير، إذ جمعت عددا من النجوم والحكام في أربعينيات القرن الماضي وحكمتها فنانة الشعب أم كلثوم، الأمر الذي أسعد جميع الحضور وصفق لها الجمهور فور نزولها أرض الملعب.