الوظيفة لـ8 ساعات يوميا تعدها بعض النساء اقتطاع وقت كبير من يومها من أجل العمل، وعلى الرغم من أن العمل في المزارع يعتبر لمدة 24 ساعة، إلا أن فتيات في لندن قررن بكامل رغبتهن التخلي عن الوظيفة، والعمل في مزرعة وسط الطبيعة والحيوانات بحثا عن الهدوء وراحة البال، ودشن صفحة على إنستجرام وأصبحن إنفلونسرز يتحدثن عن هذا العمل الممتع الجديد.

لورا تبحث عن الأبقار وهي في الشهر الـ8 من الحمل

بعيدًا عن الاستمتاع بفترة من الهدوء، قبل شهر فقط من أول ولادة لها، وجدت لورا هودجكينز نفسها، في جوف الليل، تتجول بحثًا عن 40 بقرة هاربة، ومع وجود ثلاثة في عداد المفقودين ضبطت المنبه منتصف الليل لشروق الشمس في اليوم التالي، وتحديدا في الساعة 3:45 صباحًا، حيث انطلقت مرة أخرى، صعودًا تل وأسفل الوادي، بحثًا عن الأبقار الضائعة.

كان الضغط أكبر لأن زوج لورا، آندي، كان بعيدًا في مؤتمر لمزارعي الأغنام في ويلز بإنجلترا وكانت الشرطة المحلية على اتصال به، حيث شعرت بالقلق من تجول الأبقار على الطريق الرئيسي ويمكن أن يتسبب في وقوع حادث مروع، بحسب ما نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

تقول لورا البالغة من العمر 35 عامًا بعد 3 سنوات من تلك الواقعة: كنت غاضبة من آندي وأفكر في إجازة الأمومة التي كنت سأستمتع بها إذا بقيت في عالم الشركات، حيث كان أسوأ شيء كنت سأقلق بشأنه هو إرسال بريد إلكتروني إلى الشخص الخطأ عن طريق الخطأ، ولا يوجد شيء اسمه إجازة عندما تعمل في مزرعة، حتى في منتصف الليل عندما تكونين في الشهر الثامن من الحمل.

ومع ذلك، فإن لورا قالت إن الأوقات الجيدة تفوق الأوقات السيئة بالتأكيد، لأنها تقوم بالتمرين والتعرض لضوء النهار وفرحة العمل في الطبيعة، وهذا هو السبب في أنها لم تعد تتخيل العودة إلى وظيفة من التاسعة إلى الخامسة.

وحاليا بعد ست سنوات من تولي العمل في مزرعتها في ميدهيرست، وويست ساسكس بإنجلترا، لورا وأندي رزقا بطفلين، تيلي ثلاثة أعوام، وكيت، سنة واحدة.

ولورا لديها صفحة على إنستجرام باسم Girl About The Farm، وهي واحدة من فرقة من المؤثرين يطلق عليهم Farmfluencers، الذين يشاركون حكاياتهم حول العمل مع الثروة الحيوانية لآلاف المتابعين.

زوي تركت العمل في الموضة من أجل المزرعة

زوي كولفيل، هي الملقبة برئيسة الرعاة ولديها آلاف المتابعين عبر إنستجرام، حيث أنها صادقة بشكل منعش في تحديثاتها المتكررة ولا تخجل أبدًا من إخبارها كما هي، سواء كانت تنزع مياه الأمطار من جواربها بعد السير في حقول تشبه المستنقعات أو الكشف عن المشاكل التي واجهتها هي وشريكها كريس مع الكلاب التي كانت تهاجم قطيعهم.

وغيرت زوي حياتها تماما، لأن العيش في مزرعة الأغنام التي تبلغ مساحتها 400 فدان، بالقرب من ميدستون في كنت، وإدارة متجر جزار صغير، هي عالم مختلف تماما عن وجودها السابق كمصففة شعر تعمل في سوهو بلندن.

فقد تولت زوي، البالغة من العمر 32 عامًا، وكريس العمل في المزرعة قبل أربع سنوات، في حين أنها  كانت تعمل على أحدث صيحات الموضة في شارع هاي ستريت، فإنها الآن ترتدي السروال على أكثر الملابس دفئًا التي يمكن أن تجدها، حتى لو كانت موضة قديمة.

من التسويق إلى المزرعة.. قصة إيمي

واحدة من الفتيات اللائي غيرن عملهن أضا هي إيمي إجلستون والمعروفة أيضًا على إنستجرام باسم The Dairy Daughter، هي إحدى المشاركات في Farmfluencer الأخرى التي تحرص على أن تُظهر لمتابعيها البالغ عددهم 21000 متابعًا المستويات العالية من رعاية الحيوانات التي تدعمها هي وعائلتها في مزرعتهم.

استبدلت إيمي المدينة بالحياة الريفية عندما تخلت عن وظيفتها في التسويق في لندن وعادت إلى مزرعة والديها في ليسيسترشاير، بسبب كسر رقبتها في حادث تزلج في عام 2018.

تقول إيمي: لقد استمتعت بحياتي في لندن، حيث كنت انتقل إلى شارع أكسفورد بالمترو للعمل كل يوم، ولم أفكر حقًا في العمل في مزرعة العائلة، حتى أصبت عندما كنت أتزلج في مورزين في جبال الألب الفرنسية، ولكنه واحد من أفضل قرارات حياتي.