كتب: آية أشرف -
05:45 ص | الأحد 27 نوفمبر 2022
من داخل المُعاناة يولد الأمل، ليس فقط الأمل في كل بداية جديدة، ولكن في مساعدة الغير، لتحفيزهم والتشبث بأيديهم نحو حياة أفضل من خلال الدعم النفسي والمعنوي، مبادرة مختلفة قررت هند عبد الستار، فتاة في عقدها الثالث تدشينها لدعم محاربي السرطان وذوي الهمم، من خلال تقديم الحافز النفسي والمعنوي لهم، عن طريق رحلة بعيدة عن صخب العاصمة، لتوفير أجواء الهدوء والراحة، فضلًا عن تقديم وجبة دسمة من السعادة، حتى لو لأيام قصيرة.
هروب «هند» من رحلة علاج الروماتويد بالسفر لأماكن يحتضنها البحار، كانت بمثابة علاج نفسي وتأهيلي لها، قررت تطبيقه على غيرها: «لما فكرت في المبادرة كنت فكرت في الموضوع علي نفسي الأول بما إني مريضة روماتويد وطول ما نفسيتي تمام عضمي تمام والعكس وبما إني مقتنعة اقتناع تام بأن الدعم النفسي مهم وجزء أساسي في أي علاج جاتلي فكرة المبادرة».
هدف واحد من المبادرة تسعى له «هند» بحسب حديثها لـ «هن» وهو الدعم النفسي للأشخاص الذي يقع عليهم الاختيار: «هدف المبادرة هو الدعم النفسي لأي شخص محتاج ده ويستحق ده وبالتحديد محاربات السرطان، والأيتام، وذوي الهمم، وده طبعًا بعد التأكد من صحة كلامهم وأوراقهم»
فوج أول قادته «هند» الأسبوع الماضي، بعدما وقع الاختيار على شيماء الجارحي محاربة سرطان للمرة الثالثة، ومحمد بطل من أبطال متلازمة داون: «فتحنا أول فوج من المبادرة بيهم، وسافرنا 4 أيام لدهب شاملة المواصلات والانتقالات والإقامة والرحلات بالمجان، وفرق جدًا في نفسيتهم، وكانوا مبسوطسن من الدعم اللي حواليهم، وكل حاجة متوفرة بالتبرعات بالمجان بدون أي تكاليف بهدف إسعادهم».
حالة من السعادة غمرت المشاركين بالمبادرة، وفقًا لما سردته «هند»: «محمد عنده مشاكل صحية بس كان مبسوط لدرجة أنه مكنش محتاج ياخد اي مسكن في حين أن كل يوم لازم حقنة مسكنة، وده كان سبب كافي يخليني اتأكد أن النفسية جزء من العلاج، وكانت شيماء بتحارب السرطان للمرة الثالثة، وعندها حالة رضا وسعادة خلال الرحلة».
رد وحيد ترده الفتاة على المهاجمين للفكرة: «ناس كتير تقول التبرع أولى، لكن أنا هدفي الدعم النفسي اللي فعلًا بيفرق جدًا في تفاصيل رحلة علاجهم، وأتمني المبادرة ماتقتصرش على دهب ونويبع فقط لأن مش كل الناس هتقدر على مشوار السفر الطويل».