كتب: نرمين عزت -
04:27 م | الإثنين 21 نوفمبر 2022
مجموعة من الصفات ونوستالجيا الزمن الماضي، لم توفها الصور والذكريات حقها، ففي حلقة مليئة بالذكريات، استعاد الموسيقار هاني شنودة، عبر برنامج «جروب الماميز» الجلسات الثقافية والفنية لوالدته وصديقاتها، والاهتمام الواضح بالموسيقى والفن والحكايات ومعرفة الأخبار، ما يعكس ثقافة متكاملة اتسمت بها سيدات مصر في القرن الـ20، أثرت بطبيعتها على حياة الموسيقار الشاب آنذاك، وخلقت بداخله هوايات مختلفة، منها الموسيقى وحب القراءة التي كان يعاني من أجلها.
ولد الموسيقار هاني شنودة، في بيت محب للفن والثقافة، فكانت والدته واحدة من سيدات القرن الماضي، اللائي اهتممن بالفن والثقافة والموسيقى، وكانت تلك الجلسات تجمع والدته بصديقاتها، بدون وجود الأزواج والصغار من الصبيان، وكل واحدة منهن تأتي بآلتها الموسيقية الخاصة، مثل الدرامز، العود، رق، والبيانو، وتغلق الغرفة وتجتمع السيدات، على غزف الآلآت المختلفة.
وكانت الجلسات في يوم ثابت كل شهر، حيث كن يبرزن هوايتهن في الطبخ أيضًا، بحسب شنودة: «كان في تنافس بين الأمهات في الثقافة والفن، بجانب الحكاوي بقى زي نشرة أخبار الأسبوع اللي فات، كان متعتنا أننا نسمع، وطبعا عشان كنت ولد في الوقت ده، مكنش مسموع أخش، لكن كنا بنقعد في مكان قريب نسمع الموسيقى بس، وفضل في دماغنا شوية حكاوي، وحاجات من اللي كانت بتتقال، لأن مصر كانت الثقافة فيها أعلى من الوقت ده»
في القرن الماضي، كانت القاهرة شبه خالية، وكانت هناك سهولة في التواصل، لكن حاليًا امتداد القاهرة، تسبب في اختفاء الجلسات الثقافية، بالتالي عدم اهتمام الأمهات بالفن، أوضح «شنودة»: «فيه جروبات للأمهات، لكن مش مهتمين بالفن زي زمان، بسبب الصعوبة في مواصلات القاهرة، اللي امتدت لدرجة أن أنا في الهرم عشان ازور بنتي في المعادي، بعملها ألف حساب وشغلانة، ومنعملش حاجه في اليوم، معدش الموضوع سهل زي زمان»
عن الاهتمام بالفنون والثقافة والموسيقى، فقد أصبح الموضوع أسهل لكن الشغف قل، بسبب توافر الكتب الموسيقية وتعلمها: «حاليا الموضوع سهل أوي بس الاهتمام قل، أنا كنت بقطع مشاوير من طنطا للقاهرة، لحضور معرض الكتاب، عشان اشتري كتب في المزيكا، كان صعب أوي، وكنت فرحان أني اشتريت كتاب في الموسيقي، دلوقتي أونلاين وسهل فالواحد بيأجل، الحاجة دي على قد ما سهلت، على قد ما خلت مفيش رغبة شديدة زي زمان».
«صوتك نشاز متغنيش أنت ملكش في الغنا، أنت ليك في البيانو.. وده كان بمثابة تشجيع وتوجيه، ولما لعبت بيانوا كانت فخورة بيا..» بهذه الكلمات وجهت والدة الموسيقار هاني شنودة، ابنها في الاتجاه الصحيح لموهبته، فقد كانت المدرسة تجربته لاختبار نشاطة وموهبته، حيث جرب فيها عروض وهوايات متنوعة، وفلاحة البساتين، والموسيقى، لكنه وجد نفسه في الأخيرة، يوضح: «لقيت نفسي في الموسيقى، كنا بنلعبها لايف مش مجرد أغاني مسجلة، ده خلانا نحس أن إحنا لينا قيمة، عشان بنلعب موسيقى، احتارت بين الألآت الموسيقية، لكن والدتي وجهتني لموهبتي».
