ترتفع نغمات حب الرسول في شوارع منطقة السيدة زينب، يردد المارّة ورائها بينما يشاهدون أقمشة الخيامية تغلف المحلات ويتراص الباعة لعرض العرائس وحلوى المولد النبوي الشريف، استعداد لاستقبال تلك المناسبة التي تحل في الثامن من أكتوبر الجاري، ولا تخلو البضائع من «افتكاسات» تجذب الزبائن كحال كل عام.

يجلس كل بائع داخل فرشته التي ينظمها بطريقته الخاصة وتميزه عن غيره، فهناك من يشاركه أسرته في حركة البيع أثناء المواسم المختلفة، وهناك من يكون مع عماله، لا يوجد اختلاف بين بائع أو آخر في نوع حلوى المولد النبوي التي يبيعها أو سعرها، لكن الشيء الوحيد الذي يميزهم هو أن لكل بائع يقدم نوعًا أو شكلًا مختلفًا؛ مما يزيد الإقبال.

 افتكاسات هذا العام لحلاوة المولد النبوي

«الافتكاسة» أصبحت مصطلح لصيق بحلوى المناسبات المصرية في المناسبات، ومن أشهرها الأعياد وشهر رمضان الكريم والمولد النبوي الشريف، فيكون لكل موسم من كل عام نوع جديد أو شكل خاص به.

وأوضح أحد الباعة في حي السيدة زينب، وليد أبو رحمة لـ«هن»، أن هناك تنوعًا هائلًا هذا العام في حلاوة المولد وأبرزها الملبن، فهناك الملون منه، والمزين الشوكوبون، وكذلك قوت القلوب وهو ملبن على شكل قلب مغطى بشكولاتة الفارماسيل الملونة، والأغرب الذي ظهر هو الملبن المزين بالكورن فليكس الملون، مشيرًا إلى أن هناك حلوى المربى، تذوب في الفم فور تناولها، وهي عبارة عن جوز الهند المطحون مرشوش عليه المكسرات، كما أصبحت علب الحلوى خشبية منقوش عليها ويوجد منها الملونة أيضًا.

عرايس المولد تغيرت عن زمان

ولا يكتمل الاحتفال بدون شراء عروسة المولد أو الحصان أو الجمل، هذا العام يختلف شكل عرائس المولد عن الأعوام السابقة، فتتميز بطول شعرها وتختلف ألوانه بين الفوشيا والبني والأسود، وكذلك الشعر المصبوغ للونين مثل الذهبي والأشقر، وهناك بعض العرائس تكون فساتينها مثل «البلوجرز» والمحجبات، والعرائس الخشب، وكذلك الجمال والأحصنة القطنية.

وبرغم كل هذه التطورات التي مروا بها، إلا أنه لا زالت العرائس والأحصنة الحلاوة موجودة، ولم يقل الطلب عليها، وأكد ذلك «أبو رحمة» بقوله: «لسه موجودة و ليها زباينها»، فهي تعطي روحًا للاحتفال للكثير منا وهناك من يتمسك بهذه العادة لشرائها لأولاده مثلما كان أهلهم يفعلون في صغرهم.

حركة البيع لا زالت خفيفة 

وأشار إلى أن حركة البيع في هذه الأيام خفيفة وخصوصًا هذا العام؛ لأن المولد النبوي الشريف يأتي بالتزامن مع بداية الدراسة، فالكثير مشغول بتحضيرات المدارس، لكن تكثر الحركة قبل موعد المولد بيومين حتى يوم الاحتفال، لافتًا إلى أن هذا العام سيشهد زيادة قليلة إلى حد ما في الأسعار، لكنها لن تؤثر على حركة البيع.