كتب: آية أشرف -
01:35 ص | الإثنين 12 سبتمبر 2022
وسط ضجيج الحفل، وصوت الأغاني الذي يدوي بالمكان، وتبادل التهاني والمباركات، تلتقط عدسات الكاميرات مشاهد توجع القلب، لآباء اختار القدر أبناءهم، فذهبت أرواحهم لبارئها، ليقف الأب في انتظار استلام شهادة التخرج بدلًا من أولاده الغائبين، الذين رحلوا عن الدنيا، ولم يرحلوا عن بال أصدقائهم ومعلميهم، لتوثق أسماؤهم في حفلات التخرج، والتكريم رغم رحيلهم، ويتفاعل معهم الجميع.
مشاهد مؤثرة وثقها المصور محمد البرجي، بعدسته خلال حفلات التخرج، بدأت باستلام أب شهادة نجله «مصطفى» طالب بجامعة حلوان، الذي توفي قبل النتيجة، وانتهت بوالد الطالبة أمينة عمر، طالبة الدراسات الإسلامية، بالزقازيق، التي صعدت روحها لبارئها قبل حفل التخرج ليستلم الأب درع التكريم بدلًا منها.
فعلى الرغم من محاولات زملاء الطلاب الراحلين الوقوف بجانب آبائهم، ودعوتهما للتكريم بدلًا من أبنائهم، فأن المشهد قد يصبح عذابًا عليهم من شدة الفقد، فيقف الآباء شاردي الذهن لا يفكرون سوى بقسوة الرحيل والفقدان.
ويتساءل العديد من الأشخاص على واقع هذا التكريم للآباء بعد فقدان أبنائهم، وهل الأمر داعم؟ أم أنه تجديدًا للأحزان التي لا تفارقهما.
وفي هذا الصدد، أجاب الدكتور هشام رامي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، على السؤال لـ «هُن» مؤكدًا أن دعوة الآباء للتكريم بدلًا من أبنائهم الراحلين، نوع من الدعم والتحفيز لهم، وتذكيرهم بمهارة أولادهم، ومدى محبة الجميع لهم، إلا أنه قد يكون مؤلما لهم في وقت الاستلام: «بالطبع الأمر إنساني جدًا، لكن أكيد مؤلم للآباء وكتير منهم ممكن ميستحملش الموقف».
وتابع: «بعد كده الصور هتكون ذكرى حلوة لكن للأسف وقتها واقعها مؤلم جدًا عليهم، ولازم نتفهم قدرتهم على الثبات في الموقف ده».