«الثانوية العامة مش نهاية العالم»، ليست مجرد مقولة يتداولها الناس على ألسنتهم ولكنها أسلوب حياة اعتمده الشاب إبراهيم محمد بدوي بعد أن التحق بالثانوية العامة لتحقيق أحلامه التي طالما راودته منذ صغره، إذ كان يأمل دائمًا في أن يلتحق بكلية فنون جميلة لتحقيق ذاته في عالم الفن وتطوير موهبته التي أكرمه الله بها، ولكن انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد رسوبه في الثانوية العامة لمدة عامين.

من الرسوب في الثانوي العام إلى ترتيب على الدفعة

نظرات جارحة تلقاها الشاب من أهله، وكلمات صعبة يسمعها من وقت إلى آخر تؤكد له على فشله وعدم تحمله المسؤولية دونًا عن ذويه من الأصدقاء «أهلي شافوني فاشل، ومش هنفع في التعليم»، حتى أيقن «إبراهيم» أنه لا يستطيع النجاح في الثانوية العامة مثلما رآه كل من حوله، حتى قرر أن يسلك طريقًا آخر للوصول إلى حلمه، وذلك حسبما روى لـ«هن».

فترة صعبة قضاها عندما كان طالبًا في الثانوية العامة «قعدت أصعب سنة عدت عليا في البيت وكنت هقعد من التعليم»، ولكنه لم يترك نفسه لشتات أفكاره المحبطة، واتخذ الموقف بمثابة الضربة القوية التي أفاقته لمستقبله ودفعته للوقوف على قدماه حتى يلغي الفكرة التي اتخذها عنه من حوله «عمر الثانوي ما كان نهاية العالم، طول ما عايش تعرف تنجح».

الثانوي العام ليست نهاية المطاف

حاول ابن محافظة المنوفية الالتحاق بالثانوي التجاري «جبت مجموع عالي، ومنه دخلت كلية تجارة»، ولم يكتفي بذلك النجاح فقط إذ قرر التركيز في دراسته حتى حصد على تقديرات عالية في دراسته «بقيت من أوائل الدفعة في الكلية، وهحقق حلمي إني أكون معيد»، ومن ناحية الموهبة قرر إبراهيم بدوي التركيز على موهبته الفنية ورسم العديد من اللوحات الفنية وعرضها عبر صفحاته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي حتى صنع لنفسه اسمًا يعرفه الجميع. 

التحق الشاب بمسابقة الفنون التشكيلية وحصل على المركز الثالث بها لبراعته في الفن «في ناس كتير بتطلب إن ارسمها، ودي أكتر حاجة بتفرحني»، كما أصبحت قصته مثال يقتدي به لطلاب الثانوية العامة الذين لم يحالفهم الحظ، لذا وجه نصيحته إلى طلاب الثانوية العامة قائلًا: «سواء جبت مجموع حلو أو لأ، اللي ربنا كاتبه اللي بنشوفه، الحياة مش بتقف على المجموع، اعمل اللي عليك ومتخليش أحلامك تقف».