رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أخوها أسير والتاني استشهد وقت الامتحانات.. قصة تفوق فلسطينية في الثانوية

كتب: سمر صالح -

03:56 م | الإثنين 01 أغسطس 2022

الطالبة تالا الفلسطينية

في بلاد اكتست شوارعها بلون الدم، وباتت أصوات المدافع والطائرات مألوفة لأهلها، كان لزاما على أطفالها وشبابها التحدي، لذا أبت طالبة الثانوية العامة تالا ناصر الوقوف في موضع المستسلم، وتمسكت بالتفوق الدراسي كورقة رابحة في الحرب، غلبت حزنها على شقيقيها الشهيدين، وانكفت على كتبها حتى اجتازت الامتحانات بتفوق، فتبدل البكاء والتعازي في بيت الأسرة الجريحة إلى زغاريد وتهاني، مسحت على قلبي والديها وأرسلت بنجاحها رسالة نصر إلى الاحتلال.

استشهاد شقيقها ثاني أيام الامتحانات

منذ أن التحقت الطالبة الفلسطينية «تالا» بالشعبة العلمية بـ الثانوية العامة، وضعت كلية الصيدلة، هدفا أمام عينيها لم تتخل عنه طيلة أشهر المذاكرة، وفي السابع عشر من يونيو الماضي، زار الموت بيتها حين استشهد شقيقها «يوسف» خلال مواجهات مع الاحتلال بمخيم جنين، وفي اليوم الثاني لها بالامتحانات، نزل الخبر عليها كالصاعقة، إذ لم تعرف المراهقة الصغيرة أي طريق عليها أن تسلكه، إما اليأس والبكاء وإما المقاومة والنجاح: «أمي هدتني وقالت هذا مستقبلي وأنا لازم لو شو ما كان استمر بالدراسة، مو لازم استسلم لأفعال الاحتلال»، فاختارت الطريق الثاني الذي قطعته بشق الأنفس، بحسب روايتها لـ«الوطن».

مقاومة وإصرار لاجتياز الامتحانات

مرت الأيام الأولى لاستشهاد شقيقها كالدهر، الذكريات تراودها كل ساعة والدموع لا تنقطع، فرت من صخب زيارات المعزيين الوافدين إلى المنزل لمواساتهم بالانتقال إلى منزل معلمتها التي استضافتها فترة الامتحانات في محاولة منها لدعم المراهقة لاستكمال باقي الامتحانات، وتروي الطالبة الفلسطينية جزء من الصراع النفسي الذي اجتازته وحدتها تلك الفترة: «كنت لما أجي أذاكر وأدرس أكتب لنفسي عبارة تحمسني، تالا إذا بدك تدرسي عشان أخوكي يوسف، وأفرح عيلتي بنجاحي لو شو ما كان».

استشهاد شقيقها الأكبر قبل 5 سنوات

قلب «تالا» شاب مبكرا، إذ لم يكن شقيقها «يوسف» هو أول خسائرها التي لا تُعوض، إذ أسر الاحتلال شقيقها الأوسط أسامة، واستشهد شقيقها الأكبر «سعد» قبل خمس سنوات برصاص الاحتلال أثناء ذهابه إلى عمله في صباح يوم الثاني عشر من يوليو عام 2017، وأصيب والدها بإصابة مزمنة في أحداث الانتفاضة الأولى الفلسطينية في الثمانينات من القرن الماضي.

تفوق بمجموع 92.7% واقتراب حلم الصيدلة

بصعوبة بالغة، اجتازت الطالبة الفلسطينية امتحانات الثانوية العامة ولم تتغيب عن حضور مادة واحدة، رغم ما مرت به من ظروف، ورضت بما شاءه لها القدر وآمنت به نفسها، حتى جاءت لحظة إعلان النتيجة، واحتبست أنفاسها وهيأت نفسها لأي مجموع، وجاءت الرياح لأول مرة بما تشتهيه الأنفس: «أتفاجئت بمجموعي 92.7%، الحمدلله تفوقت رغم أني كنت حابه يطلع معدلي أكتر من هيك بس الحمد رغم الظروف يلي خوضتها نجحت ورفعت رأس إخواتي الشهيدين»، بحسب ما روت «تالا» في وصف لحظة استقبال النتيجة.

سعادة مخلوطة بالحزن، تعيشها ابنة مخيم جنين، لا تدري حينها دموعها فرح أو حزن على ما مرت به، كلما تواصل معها أحد الأقارب أو الجيران للتهنئة أهدت نجاحها لشقيقها «يوسف وسعد»: «الحمد لله مع المقاومه والإصرار تفوقت بس بدون شعور مرت الأيام وبدون طعم».

اقتربت «تالا» من الوصول إلى مرمى هدفها، تتابع أخبار التنسيق كل يوم للالتحاق بكلية الصيدلة، اختتمت حديثها برسالة دعم لمن هم في مثل ظروفها: «رسالتي للجميع هي عدم الاستسلام شو ما كانت الظروف».