رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

معمرة فقدت ابنها الوحيد قبل 30 عاما وما زالت تحتفظ بمقتنياته: باخدها في حضني وأنام

كتب: غادة شعبان -

02:14 م | الثلاثاء 19 يوليو 2022

السعودية أم يحيى

عيون غائرة، وتجاعيد عديدة غطت ملامح وجهها، يداها ترتجفان، أنهكها السعي والمعافرة في الحياة، إذ اعتصر الفقد قلبها، لرحيل فلذة كبدها قبل 30 عاما، تنظر إلى ما تبقى لها من ذكريات تجمعه بها، لم تجف دموعها يوما، رحل بجسده ولكنه لا تزال روحه وصورته أمامها، رغم تخطيها عامها المائة، إلا أن السيدة أم يحيى، تتذكر أدق المواقف بينها وبين فقيد قلبها الراحل، ابنها الوحيد الذي عاش بين أحضانها، تشاهد صورته المعلقة في غرفتها، صباحا ومساء، وتحرص على تنظيفها من الغبار كل يوم.

بنام والصورة في حضني

«أني أحبها مثل ما يكون هو قاعد معي، المدرسين قالوا ناخدها بس ما رضيت»، كلمات تترجم مشاعر الحب والفقد الذي تكنه العجوز المعمرة التي تخطى عمرها الـ100، خلال مقطع فيديو مصور لها من داخل منزلها، وهي تجلس على أريكتها حاضنة آخر ما تبقى لها من ابنها وهي «ثلاجة الشاي»، الخاصة به: «بتنام بحضني كل يوم، أشعر وكأنني أحتضن يحيى، حبيب قلبي».

تعيش الأم السعودية، التي لم يتبق لها أحدا بعد وفاة نجلها بمفردها، تكافح الفقد ومرارة الأيام والآلام والأوجاع التي تداهم جسدها الهزيل والضعيف بفعل عوامل السن والكِبر، راضيةً بقضاء الله وقدره، مرددةً دائمًا أن الصورة التي تنظر إليها كل يوم، حُفرت في قلبها لا تغادره ما دامت حية: «كان عسكري، يحارب ويجاهد، صورته في قلبي، أنا راضية بما أعطاني الله مرض أو صحة فنحن بتدبير فاطر السموات والأرض وكلنا تبع الله، وأنا متوكلة على الله بأن يجبرني من عنده ولا يهملني»، وفق ما ذكرته صحيفة «البيان».

تعاطف الرواد مع الأم المعمرة

انتشر مقطع الفيديو السيدة العجوز التي تتألم لفقد نجلها الوحيد، على نطاق واسع، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تفاعل معها الجميع وركز الحديث عن الوفاء وقلب الأم الذي ينفطر اشتياقا لفقيدها وحبيب أيامها، فكان من بين التعليقات: «الله يرحمه ويغفر له ويرضى عنه ويسكنه فسيح جناته جنات النعيم وجميع مواتنا ونسأل الله أن ينزل الصبر والسلوان على قلبك، لا أحد يستطع وصف مشاعر الأمومة، الأم مثال للوفاء، الله يعطيها القوة والصبر».