كتب: هاجر عمر -
04:23 ص | الثلاثاء 19 يوليو 2022
قال الدكتور محمد رفعت طبيب أطفال، إن حركات تحرر المرأة خلال العقود الأخيرة انعكست عل طريقة تربية البنات بالمجتمعات، من حيث حتمية تعاملها مع الجنس الآخر وتكوين الصداقات في مراحل مبكرة من حياتها، موضحًا أنه مع بداية مرحلة دخول المدرسة يبدأ الطفل يبدي اهتمام بنفس النوع من الجنس، حيث يسعى الطفل في البداية لتكوين الصداقات مع بني جنسه، والاشتراك في الألعاب الجماعية ممن هم شبهه.
وأضاف رفعت في حوار مع الإعلامية فاطمة مصطفى على «راديو 9090»، أن تفسير الاختلاط الذي يأتي في مرحلة لاحقة أن له معاني أخرى غير الصداقة والزمالة أمر غير منطقي، موضحًا أن من يفسرون الأمور بهذه الطريقة هم من أصحاب الشخصية الهيستيريا، لافتًا إلى تفسير شهير للشخصية الهيستيريا للدكتور أحمد عكاشة، بأنها «تجنيس ما هو غير جنسي».
وأوضح طبيب الأطفال أن الشخصية الهيستيريا تتضمن أحاديثها وسلوكياتها التلميح لجنسها سواء لنفسها أو لكل المحيطين بها، متابعًا «أن سؤال شاب لفتاة عن مقعد لا يجلس عليه أحد رغبة في الجلوس بجانبها، فإذا كانت الفتاة من الشخصيات الهيستيريا ستتضمن الإجابة التلميح للتجنيس بمعنى أنها تقول له المقعد لا يجلس عليه أحد لكني مرتبطة، أو حديث الفتاة أو الشاب دائمًا عن عدم رغبتهم بالزواج رغم عدم توجيه أي سؤال أو استفسار يخص هذا الشأن.
وكشف رفعت عن أن الشخصيات الهيستريا للآباء تقوم بتفسير سلوكيات الأطفال على أنها تجنيس، مثل أن أبني يرغب باللعب مع البنات والعكس، مشيرًا أن هم من لديهم المشكلة وليسوا بأطفالهم الذين يتصرفون بعفوية.
ولفت رفعت إلى أن الخوف والحرص الزائد يترتب عليه ترجمة خاطئة للسلوكيات العادية وفهمها بسياق آخر مغاير للواقع، مشيرًا إلى أن لعب الأطفال من الجنسين مع بعضهم بهذا العمر لا يحمل أي تفسير سوي أن شخصياتهم متقاربة.
وشدد طبيب الأطفال على ضرورة عدم انجراف الآباء خلف عنونة وتفسير التصرفات العفوية للأطفال، لافتًا إلى أن مهام الآباء تقتصر على ملاحظة سلوكيات الأبناء بالمنزل والمدرسة والنادي بعيدًا عن مراقبتهم، بل وتشجيعهم على الاختلاط السوي الذي سوف يساعدهم على إقامة علاقات سوية بالمستقبل دون خوف وقلق من الجنس الآخر.