فكرن بعيدا عن المألوف، قررن تشجيع السياحة بطريقة استثنائية، تجعل القارئ يعشق آثار بلده وكل شبر بها، يعتز بمصريته وبعظمة بلاده، وضعن خطة مُحكمة وبدأن في تطبيقها كما يجب أن يكون، حتى أنتهين من مجلتهن التي اطلقن عليها اسم«رؤية»، خلال مشروع تخرجهن الدراسي، الذي حاز على إشادة كبيرة أثناء مناقشة المشاريع من قبل الأساتذة الجامعيين، رغم الصعوبات التي واجهتهن إلا أنهن أثبتن قدرتهن وكفاءتهن خلال مشروع التخرج الذي سيظل محفورا في ذاكرتهن، كأول إنجاز في حياتهن ومسيرتهن الإعلامية.

استطاعت 23 طالبة، التفرد والتميز بمشروع تخرجهن الجامعي، من كلية آداب الزقازيق، قسم الإعلام، شعبة الصحافة، من خلال مجلة «رؤية»، وروت إحدى الطالبات كواليس مشروع التخرج، الذي حاز على اهتمام من وزارتي الآثار والسياحة، خلال حديثها لـ«الوطن».

«لفينا كل شبر في مصر.. تخطينا الصعوبات والعراقيل»، بهذه العبارة بدأت الطالبة نرمين عزت، الحديث عن مشروع تخرجها الجامعي، ضمن فريق العمل التي تعتبر جزءا منه، إذ تقول: «فكرة المشروع مجلة متخصصة سياحية، فكرتها مساعدة السائح سواء كانت سياحة داخلية أو سائح عربي، التعرف على آثار مصر والإنجازات التي حدثت خلال الفترة الماضية، المجلة كانت زي دليل مبسط عن معظم أو كل الآثار والمزارات السياحية في مصر منها قصر البارون وتفاصيله التي لا تزال تحتفظ بجمالها وعدم غياب الشمس عنه ومتحف التحرير الذي يعتبر أهم آثار وسط القاهرة».

«زيارة لمجمع الأديان و مصر في هوليود، صناعة الزهور الفرعونية ومسابقات الخيول العربية»، كانت تلك النقاط التي ركزت على إبرازها الفتاة الـ23، خلال مشروعهن وجولاتهن السياحية، إذ تقول الطالبة نرمين: «زُرنا مجمع الأديان، اتكلمنا عن تطوير العمارات في منطقة الحاكم بأمر الله وباب زويلة، ومجهودات الدولة وتطويرها في العاصمة القديمة بكل تفاصيلها، بخلاف تطوير مدرسة قلاوون وهي واحدة من الآثار الإسلامية القديمة».

مصر في هوليوود

كما تضمَّن الباب الثاني في المجلة مصر في هوليوود، الحديث عن دور مصر في السينما الأجنبية، كالمسلسل الشهير moon knight الذي أحدث ضجة كبيرة وأثبت للغرب أن مصر ليست مجرد أهرامات وصحاري.

إنجازات فخر الصناعة المصرية

البعض يهوى الزهور بمختلف أنواعها وأشكالها، إذ يفضل الكثير التفنن في معرفة أصولها وكيفية زراعتها، وهو ما حاولت الفتيات إبرازه والتعرف إلى أصوله وارتباطه بالتاريخ الفرعوني: «كان تقرير إنجي يحيى من معرض الزهور، وسرد هواية المصري القديم واهتمامه بزراعة الزهور داخل منزله، التي كانت تعتبر بمثابة تقليد مقدس عندهم، فضلا عن التطرق لصناعة الملابس، من تصميم المصرية آلاء الشيشتاوي، من خلال فستان مخصص للسائحات، مطبوع عليه علامات QR code».

الخيول العربية وترميم للآثار القديمة

طالبات كلية الآداب، قسم الإعلام، حاولن خلال مشروعهن توضيح الدور الذي تقوم به الدولة المصرية، لإنعاش السياحة في السنوات الماضية، الذي لفت أنظار العالم أجمع، كالاحتفال بموكب المومياوات، الذي كان عملا مشرفا أمام الغرب، الذي أعاد النشاط السياحي من جديد، فضلا عن خطط ترميم الآثار القديمة، بالإضافة لمسابقات الخيول التي تشتهر بها محافظة الشرقية بصفة خاصة، باعتبارها المحافظة الوحيدة التي تنتج نحو 80% من الخيول العربية.

رؤية

اختارت الفتيات اسم «رؤية»، لمشروع تخرجهن، لجذب الأنظار له، ودعوة المصريين والغرب لزيارة تلك الأماكن السياحية على أرض الواقع.

صعوبات في التصاريح ودخول الأماكن

وفيما يخص الصعوبات التي واجهت الفتيات، تحدثت عنها «نرمين»، إذ تقول إن من أكثر المعوقات هي الحصول على تصاريح لدخول الأماكن السياحية، فضلا عن عدم إتاحة دخول البعض منها، كون الدولة تقوم بعمل ترميمات للآثار التي تحويها: «كان في بنات في الفريق متجوزين وميقدروش ينزلوا علشان أطفالهم، كان دورهم جمع التفاصيل والداتا والصور المختلفة للأماكن السياحية».