رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«دينا» أول مصرية توثق تبرعها بأعضائها بعد الوفاة بالشهر العقاري: «هعمل إيه بيهم تحت التراب»

كتب: آية أشرف -

05:29 م | الأربعاء 15 يونيو 2022

دينا رضا

«إقرار بعد وفاتي، وعدم استحالة عودتي للحياة، بالتبرع بأي عضو يمكن نقله من كبد- كلى- رئة- الأمعاء- البنكرياس أو نسيج يمكن نقله لجسم آخر، لأي مريض يمكن الاستفادة منه للحفاظ على حياته» كلمات الإمضاء عليها بمثابة موافقة رسمية على التبرع بعضو بل ونسيج جسدك بعد الوفاة لشخص آخر ربما تكون قطعة من جسدك هي التي تعيد إحياؤه مرة أخرى للحياة.

ربما الأمر قد يكون غريبًا للبعض أو لايمكن تصديقه، فمن يوافق على تشريح جسده وأخذ قطعة منه حتى وإن لم يكن على قيد الحياة، وربما يحمل للبعض الآخر الكثير من المعاني الإنسانية، وهب محاولات إنقاذ إنسان والحفاظ على حياته من خلال التبرع له بعضو أو نسيج، بات لا فائدة منه لك عقب الموت.

 

التبرع بالأعضاء عقب الوفاة، أمر قد لا يكون مألوفًا بين 100 مليون مصري، بين الموافقة عليه أو المُشجع له، وبين الرافض رفضًا قاطعًا، لكنه كان هدف السيدة دينا رضا، التي تسمع عنه وهي في الـ15 من عمرها، ربما لم تكن تدركه حينها، لكن زاد فضولها ومحاولاتها لإسعاد وإنقاذ شخصًا آخر بقطعة منها، لم تعد بحاجة لها حينها، حين تترك العالم وترحل. 

«هعمل إيه بيهم تحت التراب؟»

سؤال استنكاري، بدأت به السيدة دينا رضا، في العقد الخامس من عمرها، حديثها لـ«هُن» مؤكدة أنه لاحاجة لها بالأعضاء عقب الوفاة والدفن، فما أهميتهما تحت التراب بالمقارنة بأهميتهم الشديدة لإنقاذ حياة شخص آخر:«أهلي الله يرحمهم علموني الحاجة اللي مش محتاجاها في مليون غيري محتاجهم، إزاي أخد معايا حاجة تحت التراب إيه المانع اتبرع، وأنا مش خسرانة حاجة بالعكس كسبانة احترامي لنفسي».

«بفكر فيه وأناعندي 15 سنة»

التفكير بالتبرع بالأعضاء بات يراود السيدة دينا وهي الـ15 من عمرها، لكن ظلت تبحث عنه بكل عام تكبره، حتى حققت مرادها في توثيق الأمر في 2018: «فضلت أبحث وأدور، وأحاول أعرف لحد ما عرفت إن اخيرًا بقى فيه وثائق للتبرع، واقدر أوثقها في الشهر العقاري». 

وتابعت: «القرار عادي لا شجاعة ولا كرم ولا حاجة غير المنطق والعقل والإنسانية، لأنها حاجة قيمة هتنفع حد تاني مش هتنفعني، وفعلًا روحت ووثقتها ومفيش أي وسيلة تاني إلا التوثيق ده، وكنت أول واحدة وبعد كده 14 مصري عملوا الوثيقة دي»، مشيرة إلى أن التبرع يكون لوزارة الصحة، ومن ثم اللجنة االعليا لنقل وزراعة الأعضاء. 

وأكدت السيدة المتبرعة أنها لاقت رافضًا كبيرا بالفعل من ذويها وأسرتها لكنها أصرت على الأمر: «أهلي اعتراضوا لكن التبرع أمر سامي»