في لافتة إنسانية ضرب «ياقوت» أفضل مثال للإخوة، وقرر التضحية من أجل أخته ومنحها الحياة بالتبرع لها بجزء من النخاع الشوكي بعد رؤيتها وهي تصارع مرضها وتعيش حياة مملوءة بالألم والوجع، لم يتردد ياقوت عند معرفة أن أخته تحتاج إلى التبرع لها بجزء من النخاع، وعلى الفور قرر منحها جزءًا من جسده على أمل أن يبقيها على قيد الحياة ويخلصها من آلامها، وبدلًا من أن ينتهي الأمر بشفائها، شاء القدر أن ينتهي المطاف بوفاتها لترتفع الصرخات والدموع بين أفراد أسرتها.

بعد الانتهاء من تشييع جثمان الطفلة شهد في دمياط، تحدث تليفزيون «الوطن» مع أحد أفراد أسرتها ليحكي ما تعرضت له الطفلة منذ بداية المأساة، إذ قال شقيق والدتها، إن الفتاة كانت بحالة جيدة، ولكن فجأًة تعرضت إلى دوخة شديدة بشكل متكرر، «أمها كانت فاكراها بتدلع»، ولكن عندما تكررت الدوخة كثيرًا أخذتها والدتها إلى أحد الأطباء لتشخيص حالتها. 

معاناة الطفلة شهد من كانسر في النخاع الشوكي

وبعد الخوض في رحلة بين الأطباء دامت لفترة طويلة، توصلوا إلى أن الفتاة مصابة بكانسر ولكن لم يتم تحديده في أي عضو، حتى تم تحويلهم إلى مستشفي 57357، وحولتهم إلى معهد نصر للأورام، وتوصلوا إلى أن الطفلة مصابة بكانسر في النخاع الشوكي، وذلك لاحتياجها المستمر لنقل دم.

لإنقاذها من آلام تعيشها يومًا بعد يوم، وإخراجها من حالتها السيئة صرح الأطباء أنها تحتاج إلى زراعة نخاع شوكي، وهو ما دفع أخيها الصغير «ياقوت» إلى المبادرة بإنقاذ حياة أخته الكبرى، «حلل دم وطلع مناسب ليها» وبالفعل أجرت «شهد» عملية زرع النخاع الشوكي، حتى تمت العملية بنجاح.

تشييع جثمان الطفلة شهد

وظلت شهد في المعهد لمدة 3 أسابيع، حتى تفاجأ أهلها بخبر وفاتها صباح اليوم، سيطر الحزن الشديد على الأهل والأقرباء، خاصة أخيها «ياقوت»، الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، إذ كان موقنًا أن أخته سوف تعود إلى الحياة فور تبرعه لها بالنخاع الشوكي، ولكن وافتها المنية صباح اليوم وشيع جثمانها في محافظة دمياط.