رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

عزيزة «خلصت» جامعة مع ابنها.. بنت الصعيد محت أميتها وترأست وحدة محلية

كتب: سمر صالح -

12:00 م | الأحد 27 مارس 2022

عزيزة أدم تستمع إلى أحد أهالي القرية

لم تستسلم لـ«الظروف» التي فرضت عليها ترك التعليم في طفولتها؛ إرضاءً للعادات والتقاليد في الصعيد، تزوجت وأنجبت وانخرطت في مسؤوليات الحياة، وظلت رأسها أسيرة فكرة التعليم ونفض غبار الجهل عنها، حاربت وتجاوزت ما حرمته منها الظروف، واتخذت قرارا جريئا بدعم من زوجها، وبدأت حياة جديدة حققت فيها ذاتها، بدأتها بفصول محو الأمية، حتى وصلت بعزيمتها وصبرها إلى رئاسة قريتها، التي تنتمي إليها.

عزيزة تبدأ التعليم من الابتدائية

قبل أكثر من 20 عاما، كسرت «عزيزة أدم» ابنة مركز إسنا بمحافظة الأقصر في أقصى صعيد مصر، حاجز المألوف في بيئتها، بدأت مسيرتها مع فصول محو الأمية وسرعان ما حققت فيها تقدما ملحوظا واجتازت مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية بنجاح تام، رغم مسؤولية البيت والأسرة: «كنت بقعد أذاكر مع ولادي تعبت عشان أحقق حلمي لإني كان نفسي أكمل تعليمي»، بلهجة صعيدية تتحدث عزيزة لـ«الوطن» أثناء تجولها بين المنازل تسمع شكاوى أهلها وتسعى لحلها قدر استطاعتها.

شهادة ليسانس آداب اجتماع بصحبة ابنها الأكبر

برفقة ابنها الأكبر، التحقت السيدة الخمسينية بالجامعة؛ إيمانا بأن المرأة تستطيع أيضا العمل في المناصب الكبرى، وفي نهاية عام 2006 حصلت على شهادة الليسانس من كلية الآداب قسم اجتماع، بينما حصل ابنها على بكالوريوس التربية في العام الدراسي نفسه: «أنا وابني خدنا الشهادة الجامعية في نفس الوقت لإني مشيت معاه سنة بسنة بذاكر وأمتحن وأنجح».

صبورة تعافر من أجل حلمها لا تتنازل عن كلمتها كأخلاق أهل الصعيد، هكذا باتت تُعرف «عزيزة» بين أهلها ومعارفها، لم تكتف بالشهادة الجامعية، بل التحقت بالعمل المجتمعي لخدمة أهل قريتها «الشغب» التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، وتقلدت منصب سكرتير رئيس الوحدة المحلية، وفي أغسطس 2017 تولت رئاسة الوحدة المحلية، وباتت مسؤولة عن مشاكل آلاف الأهالي وتباشر العمل في المشاريع المختلفة في قريتها.

رئيس وحدة محلية في مركز إسنا بالأقصر

بين أجولة الرمل والأسمنت وعلى خلفية ضجيج آلات الحفر، اعتادت «عزيزة» الصعيدية قضاء ساعات نهار يومها، إذ نشأت في بيئة لا متنفس فيها للفتيات خارج البيت، حتى أن كثير منهن لم يكملن دراستهن كي يلحقن بما يعرف بينهن بـ«قطر الزواج»، لم تغريها تلك الحياة بقيودها، تمكن حب العمل والعلم من قلبها وأبت أن تتركه، أحبت العمل المجتمعي وخدمة المواطنين ومباشرة المشاريع القائمة، غرابة الفكرة في مجتمع الصعيد كانت أولى الصعاب التي واجهتها لتحقيق هدفها.

«أنا طول النهار مبقعدش في المكتب مكاني بين الناس أسمع شكاويهم وأساعدهم على حلها هو ده رصيدي الحقيقي في  النجاح»، تقول ابنة محافظة الأقصر، في وصف طبيعة عملها، إلى جانب دورها في الحفاظ على أملاك الدولة ومتابعة مشاريع مبادرة حياة كريمة في الوحدة المحلية، حتى باتت معروفة اسما وشكلا بين الأهالي من الرجال والنساء.