كتب: شيماء مختار -
09:06 ص | الخميس 13 يناير 2022
فتاة في عمر الزهور لم تبلغ العشرين من عمرها ساقها القدر إلى مصيرها المحتوم في لحظة خاطفة، سكتت ضحكتها التي كانت تملأ الدنيا بهجة وسعادة، ومرحها المعتاد التي كان مصدر بهجة لعائلتها، في أحد أيام شهر الصيام كانت تنادي على أحد أبناء جيرانها في الشارع، لمعرفة اقتراب ساعة الإفطار، الساعة التي غيرت مجرى حياتها، إذ سقطت من الشرفة فاقدة للحركة، ليكتشف بعدها الأطباء أنها أصيبت بالشلل الرباعي.
صباح محمد بكر، حاصلة على ليسانس شريعة وقانون جامعة الأزهر، أصيبت بكسر في فقرات الضهر والنخاع الشوكي ولم تتجاوز الـ18 من عمرها تسبب لها بالشلل الرباعي، تقول «الدكاترة قالوا مستحيل تمشي تاني لازم تتأقلم على حياتها كدا وتتعود على الكرسي المتحرك وأهلي كانوا مخبيين عليا حالتي»، لتصاب بحالة من الصدمة والهلع عند اكتشافها لحالتها الصحية وملازمتها للكرسي المتحرك.
«كانت صدمة عمري لما دخلوا عليا بالكرسي المتحرك» حسب ما روته صباح لـ«الوطن»، لكنها لم تستسلم لتشخيص الأطباء، لتقرر بدأ رحلة العلاج وهزمهم بإرادتها القوية، واستمرت في رحلتها بدعم ومساندة والديها، لتتماثل للشفاء وتبدأ في الوقوف على قدميها مرة أخرى، لكن القدر كان له رأي آخر، إذ أصيبت بحادث سير منعها من الوقوف مرة أخرى لتتوقف حياتها من بعدها.
حالة من اليأس والإحباط أصيبت بها «صباح»، لكنها قررت تحدي الرضوخ للكرسي وأكملت تعليمها، كما التحقت بأكاديمية للتخاطب والصحة النفسية، لتبدأ معاناة أخرى في رحلة البحث عن عمل خاص بالتخاطب، لكنها كانت تُقابل بالرفض دائما، وذلك لأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، «قدمت في مراكز تخاطب كتير عشان أشتغل ويقولوا هنرد عليكي في أقرب وقت ولما يعرفوا إني من ذوي الهمم يقولوا أسفين مش هينفع نقبلك».
صاحبة الـ27 عاما، ما زالت في رحلتها العلاجية، قائلة «أنا مطالبة بتقضية سنة خدمة عامة والمفروض اتعفي منها عشان أنا من ذوي الاحتياجات»، كما ترغب في تقديم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه الشخص الوحيد الذي يشعر بمعاناة ذوي الهمم.