لم تمنعها برودة الطقس والإرهاق من الترحال والانتقال من بلدة إلى أخرى على مدار ساعات اليوم للبحث عنها دون أن تكل أو تمل، إذ باتت «هدى علي» تسأل على شقيقتها «نورا» في كل مكان قريب وبعيد، تنشر صورها تارة في الشوارع وأخرى على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أملًا في العثور عليها لكن دون جدوى.

مرض عقلي واختفاء مفاجئ

تعاني نورا علي صاحبة الـ34 عامًا من عدم نمو العقل بصورة طبيعية، إذ تعيش بتفكير طفل في العاشرة من عمره، لذلك تولت رعايتها شقيقتها الكبرى «هدى» خاصة بعد رحيل الأب والأم، فأصبحت هي المسؤولة الأولى عنها، وباتت ترعاها وسط أبنائها وكأنها صغيرتهم، «هي عايشة معايا من وقت وفاة أبويا وأمي، وطول الوقت معاها مش بسيبها ولا بخليها تحتاج حاجة خالص».

وتكشف الشقيقة الكبرى للفتاة الثلاثينية المتغيبة، تفاصيل الاختفاء المفاجئ للأخيرة قبل ما يقرب من شهر، في تصريحاتها لـ«هن»، موضحة أن شقيقتها تركت المنزل من قبل دون علم أحد أيضًا، لكنه تم العثور عليها بعد مرور 48 ساعة فقط، «هي بتخرج من ورانا بتزهق وبتهرب من البيت لأنها زي الأطفال، وكررت الفعل المرة دي بس بقالها 20 يوم مش لاقيين ليها أثر».

مكافأة مالية ومحضر

السفر والتنقل من بلدة بني عبيد في محافظة الدقهلية إلى بلدان أخرى بالمحافظة وخارجها، هي مهمة «هدى» اليومية للبحث عن شقيقتها الصغيرة، حتى إنها باتت تتغيب عن عملها وكل هذا في سبيل العثور على «نورا» فقط، ومن ثم حررت الأسرة محضر برقم 9812 إداري لعام 2022، يفيد باختفاء الفتاة الثلاثينية لكن لم يتم التوصل لأي خيط يفيد بمكان تواجدها حتى اللحظة.

«بلف عليها كل يوم في بلد، لحد مابقتش أروح شغلي، وخصصت مكافأة مالية 5 آلاف جنيه لأي حد يدلني على مكانها».. بتلك الكلمات عبَّرت هدى علي عن قلقها وذعرها الشديدين اللذين تعيش بهما، خوفًا على شقيقتها الصغرى، إذ تتمنى العثور عليها بأي وسيلة ممكنة.