كتب: هبة سعيد -
06:00 م | الجمعة 31 ديسمبر 2021
ساءت حالة «مشمش» بعد وفاة أم صاحبه «أحمد»، فكان دائم الجلوس على ركبتيها، وفي أثناء صلاتها يظل يقفز بجوارها لدرجة أنه كان يشتت انتباهها، ما يجعلها تعيد صلاتها مرًة أخرى، وكان يداعبها من وقت لآخر، وهي الأخرى تحنو عليه وتمسح على رأسه حتى ينام في أحضانها.
«مشمش» قط تربى لمدة 19 عامًا في منزل عائلة أحمد عبد الغفار، ليسانس حقوق، يسكن في حي شبرا بمحافظة القليوبية، إلا أن بعد مرور تلك السنوات، أصبح القط يعاني من مشكلات صحية كبيرة، وأيضًا لتقدمه في العمر، ما أثر على الكلى، والسمع، وانفصال في الشبكية.
البعض نصح «أحمد» بالتخلص منه وإلقائه في الشارع، ولكنه رفض متذكرًا 19 عاما قضاها مع مشمش بداية من مراحله الدراسية مرورًا بزواجه حتى إنجابه لطفليه، ليعتبره ابنًا ثالثًا.
يروي «أحمد» لـ«هن» حكاية الحب المتبادل بين أسرته والقط، خاصًة والدته التي دائمًا يُذكره بها: «الحاجة الوحيدة اللي من ريحة أمي الله يرحمها»، والتي كانت تعامله كفرد أساسي في العائلة، إذ يقول «أحمد»: «لو بتاكل وهو نايم، بتشيله نصيبه لحد ما يصحى، الوحيدة لما تنطق اسمه بيجيلها جري».
وبعد وفاة الأم تعرض «مشمش» لنوبات اكتئاب شديدة، حاولت الأسرة إخراجه من حالته، ولكن باءت المحاولات دون جدوى، حتى قال لهم الطبيب: «القط بقى عجوز جدًا، ومفيش له علاج».
حالة من الحزن تسيطر على الأسرة نتيجة حالة «مشمش» وفقدان بصره، ولكنها لا تصاب بالإحباط، ولا يتوقف «أحمد» عن محاولة البحث عن علاج للقط، متخطيا بعض ردود الفعل من المحيطين به، والتي تطالبه أن يلقيه في الشارع، ولكنه يرد عليهم: «انا مسبتوش وهو كويس.. إزاي أرميه في الشارع بعد ما عمي!».