كتب: آية المليجى -
08:49 م | الإثنين 20 ديسمبر 2021
السمنة هي مرض العصر، وبوابة لعدد كبير من الأمراض الخطيرة التي تهدد أصحابها، وخلصت الدراسات الطبية أن النساء في مصر لهن نصيب كبير من معدلات السمنة حول العالم، ففي التقرير الدولي للعام الماضي، جاء ترتيب نساء مصر في المرتبة السابعة من بين بلدان الدول العربية.
وترتبط السمنة في مصر بالعديد من السلوكيات والعادات الخاطئة، وأيضًا قلة النشاط البدني ونمط الحياة الذي اعتمد على التكنولوجيا، فكلها أسباب مرتبطة بالسمنة، وتؤدي في النهاية لإصابة النساء بالكثير من الأمراض، خاصة فيما يتعلق بأمراض النساء والإنجاب.
الدكتورة مروة شعير، مدرس التغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، قالت إن أسباب كثيرة أدت إلى السمنة بين النساء في مصر، فالأكلات المصرية الأصيلة مرتبطة بالدهون الكثيرة والمقليات، وأيضًا أطعمة بها نسبة عالية من الكربوهيدرات، فكلها عادات جعلت السيدات في مصر يصبن بالسمنة.
وأضافت أن هناك عادات حياتية أخرى مرتبطة بالسمنة، منها قلة الحركة والنشاط البدني والاستخدام المتزايد للسوشيال ميديا:«مبقاش في حركة كتير والأعمال المنزلية قلت»، موضحة خلال حديثها لـ«هن»، أن السمنة مرتبطة بالكثير من الأمراض منها أمراض القلب وأورام تصلب الشرايين والعقم وتأخر الإنجاب.
ونصحت «شعير» السيدات بضرورة معرفة السبب الرئيسي في السمنة، هل مرتبطة بمرض وراثي أو مرتبطة بمرض الغدة الدرقية، أو عادات غذائية خاطئة، أو هل مصابة بمقاومة الأنسولين، وهو ما يعرضها للإصابة بمرض السكر.
أما عن الأنظمة الغذائية المسموح بها، أشارت إلى أن الكثير من الأنظمة المتبعة حاليًا خاطئة، وتزيد من مشاكل السمنة مثل نظام «الكيتو» ورغم انتشاره إلا أنه من الأنظمة الخاطئة لأنه يعتمد على إنقاص الوزن بصورة كبيرة، ومن ثم العودة مرة أخرى سريعًا للسمنة.
وأشارت إلى أن النظام الغذائي السليم، هو النظام المعتمد على نظام السعرات الحرارية مع الصيام المتقطع، ويقصد به معرفة احتياجات الجسم من سعرات حرارية، وتوزيع تناول الطعام ما بين 8 إلى 10 ساعات في اليوم فقط، ومن ثم الصيام المتقطع وتناول المشروبات الخالية من السكر، وينجح هذا النظام في التخلص من الدهون.
وشددت «شعير» أن النساء اللائي يزيد وزهن عن الـ100 كيلو جرام من الذهاب إلى الجيم، وممارسة الرياضات العنيفة، لأن ذلك يؤثر على عضلة القلب وعظام العمود الفقري والمفاصل ما يؤدي إلى أضرار وخيمة تصيبهن، ومن الأفضل ممارسة رياضة المشي التدريجي، وبعض التمارين البسيطة في المنزل، وفي حال فقدان الوزن يمكن بعض ذلك استشارة الطبيب الخاص للسؤال عن إمكانية ذهابهن إلى الجيم.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني، في تصريحات خاصة لـ«هن» أن إصابة الفتاة غير المتزوجة بالسمنة تصيبها مشاكل صحية تؤثر عليها بالسلب حتى بعد الزواج، منها اضطراب عملية التبويض، وخلل في ميعاد الدورة الشهرية، موضحًا أنه عند زواجها تواجه تأخر الإنجاب نتيجة لضعف التبويض.
وتابع: «السيدة المصابة بالسمنة تكون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم والسكر أثناء الحمل، وأيضًا بعد الولادة التي غالبًا ما تكون قيصرية تواجه احتمالية الإصابة بعدوى في الجرح وعدم التئامه سريعًا».
ونصح «عمرو» النساء بضرورة معرفة أن السمنة هي مرض العصر، لذلك لابد من معرفة عدد من الأرقام المتعلقة بكِ، وهي رقم وزنك والضغط والسكر والكوليسترول، للتحكم سريعًا في معدل السمنة التي أصبحت بوابة رئيسية لعدد من الأمراض وأبرزها مرض القلب، وهو المرض القاتل الأول للنساء.
