أزمة كبيرة لا يزال يواجهها المقيمين على صناعة فيلم «أميرة»، من قبل العديد من نشطاء منصات التواصل الاجتماعي عقب عرضه قبل أيام خلال فعاليات مهرجان كرامة لحقوق الإنسان بالعاصمة الأردنية عمان، والتي وصلت بشكل كبير إلى الاتهامات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الكثيرين.

تفاصيل قصة فيلم «أميرة»

قصة شائكة يناقشها الفيلم الأردني الذي تقدم بطولته الفنانة صبا مبارك، والتي جاءت حول تهريب نطفة لمعتقل فلسطيني من خلف القضبان، ليتبين فيما بعد أنها لضابط إسرائيلي، وهو ما أدى إلى حدوث حالات من الغضب من قبل المجتمع الفلسطيني واصفين إياه بأنه يسيئ إليهم، وأنه لايمكن أن تكون النطفة لضباط الاحتلال، بل هي من عصب الأسرى، الذين احتفظوا بسرية تهريبها، وإنها لو كانت لأحد رجال المحتل، لكانوا منعوا تلك الطريقة التي يحاول بها الإسرى كسر الحواجز.

كما طالبت العديد من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية بوقف عرض الفيلم أو بثه، وذلك لتواجد تداعيات خطيرة في حال استمرار عرضه.

أنا مولودة نطفة.. ومن صُلب فلسطيني

«أنا الطفلة التي انتظرتْ أكثرَ من عقد، ووُلدتْ من نُطفةٍ» كلمات دونها أحد الفلسطنيون، ويُدعى أحمد ملهم، ردًا على الفيلم، مصطحبة بصورة طفلة، أكد إنها وليدة نطفة أسير، هُربت لزوجته، كي تستطيع الحمل فيها ومجيئها للعالم، في فبراير 2020 بمدينة البشارة، قائلًا: «أنا ميلاد وليد دقّة وُلدتُ في مدينة البشارة في الثالث من شباط/فبراير 2020.نعم، أنا الطفلة التي انتظرتْ أكثرَ من عقد، ووُلدتْ من نُطفةٍ محرَّرةٍ على الرغم من كلّ إجراءاتهم وقوانينِهم بمنعي من الحياة، لقد بلغتُ من العمر ما يكفي لأرويَ عليكم قصّتي». 

وأكد الراوي، خلال منشوره أن الطفلة هي ثمرة تحدي الأسير، لسجون الاحتلال، حتى نجح في إيصالها لزوجته، لكي تأتي بها على الدنيا. 

ولم يتوقف الأمر على «مُلهم» فطالبت، السيدة سماح ناجح، بوقف عرض الفيلم، مشيرة إلا أنه يسئ للشعب الفلسطيني، والأسرى، مدونة: «فى حين أن النطف المحررة على مدار السنين القليلة تعد أبرز الإنجازات اللى تمكن من خلالها الأسرى كسر السجن، يأتى فيلم أميرة  لتشويه هذا الإنجاز الذى أحرق كبد الاحتلال، وزعم أن النطف قد تكون لضباط إسرائيليين وليست للأسرى، والهدف من الفيلم لو كان لمصلحة القضية فكان من الأولى الالتفات لعبقرية الأسرى وأسرهم في تحدى السجن والسجان وتهريب النطف عبر القضبان».

متابعة: «يا فنانين يا عباقرة إزاى النطف ممكن تكون لضباط إسرائليين، وهما أصلا ما يعرفوش طريقة تهريبها ومحدش يعرف غير الأسرى وأسرهم، ولو الصهاينة عارفين كانوا منعوا تهريب النطف». 

يشار إلى أنه جرى ترشيح الفيلم لتمثيل الأردن بجائزة الأوسكار العالمية عام 2022، لكن جراء عرضه، سرعان ما تعرض صناعه لأزمة كبيرة على رأسهم، السيناريست محمد حفظي، والفنانة الأردنية صبا مبارك.