كتب: ندى نور -
02:29 م | الجمعة 26 نوفمبر 2021
لم يمر على زفافها أكثر من 7 أشهر، عاشت خلالها الويلات داخل عش الزوجية، الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى ما يشبه المقبرة، لا تعرف روحها فيها إلا العذاب والحرمان، ذاقت المرار أشكالا وألوانا، وبمجرد أن وجدت ثغرة للفرار، لم تضع الفرصة لتلوذ إلى محكمة الأسرة، حيث سابقت دموع ألمها، طلب الخلاص من الحياة من زوجها، لا تريد إلا انتشال ما بتبقى من زهرة شبابها بالانفصال، بعدما استحالت العشرة بينهما.
قصة زواجهما كانت تقليدية، وكعادة كثير من الأسر المصرية، التي ترى في الزواج سترة لبناتها، رضخت الفتاة إلى إصرار والديها على الارتباط من الشاب، الذي قصد باب بيتهم، ورأوا فيه نموذجا للرجل الذي يؤتمن على عرض ابنتهما، لكن دون تأني في السؤال عنه، تمت الزيجة وسط فرحة غامرة من الأسرة، لكن ظهرت صفات الزوج بعد وقت قصير من دخول قفص الزوجية، لتدفع الفتاة ثمن التعجل في اختيار شريك حياتها، بمعاناة الحرمان من والديها، وعدم القدرة على رؤيتهما، أو حتى الاتصال بهما.
تحولت طباع زوج «نهال ح.»، إلى العنف الشديد، خاصة عند إبداء رغبتها في الحديث إلى والديها: «بعد أول شهر جواز كل ما بطلب أكلم أهلي كان بيرفض بشدة غريبة ومكنتش فاهمة إيه سبب ده».
حاولت «نهال»، السيدة الثلاثينية، في البداية التعامل مع رفض زوجها، من باب التحكم الزائد، لتجد نفسها داخل دوامة الخلافات الزوجية التي لا تتوقف، بسبب السعي لإقناعه برؤية والديها: «3 شهور مش عارفة أشوف أهلي، بسبب رفضه ومكنتش فاهمة ليه بيعمل كده».
زادت مأساة «نهال»، بعد اكتشاف إفشاء زوجها أدق أسرار حياتهما الزوجية لوالدته: «مكنتش متخيله أن في راجل يكون كده، بيحكي لأمه كل حاجة بعد شهر جواز، وبيروح يزورها، لكن أنا حرم عليا أني أشوف أهلي، رغم أن مكانش فيه أي مشاكل بينهم».
أصبحت حياتها «جحيم»، كما وصفت في دعواها أمام محكمة أسرة إمبابة، حيث حبسها زوجها داخل المنزل، ومنعها من الخروج تماما: «لما نزل الشغل حبسني في البيت، علشان معرفش أشوف أهلي، وأخد تليفوني كمان، بقيت محبوسة في بيت من 4 حيطان»، لترفض الاستمرار معه، وتقرر إقامة دعوى طلاق تحمل رقم 591، بعد رفض الانفصال بالمعروف.