في خطوة للحفاظ على بناء الأسرة من الانهيار، والحد من تزايد أعداد الطلاق، أطلقت مجموعة من خبراء الإرشاد الأسري والنفسي والتربوي مبادرة جديدة تحت اسم «تلاحم»، تهدف إلى تلاحم أفراد الأسرة، خاصة الزوج والزوجة، من أجل تأسيس أسرة متماسكة قوية البنيان، في مواجهة تحديات المجتمع.

وقال الدكتور مصطفي محمود، استشاري اجتماعي وأسري، وأحد مؤسسي مبادرة تلاحم، إن المبادرة أنشئت فى صورة أولية عام 2018، ضمن مجموعة من المشروعات التربوية، ثم عمل على تطويرها مجموعة من الخبراء والمتخصصين فى الجانب الأسري والاجتماعى والنفسى، وأطلقت موخرا، عبر الإنترنت كمبادرة متخصصة، تهدف إلى تحقيق الترابط الأسرى.

هدف مبادرة تلاحم

أوضح محمود أن المبادرة هدفها ورسالتها نشر الوعي والثّقافة الأسريّة السّليمة، القائمة على قيمٍ اجتماعيّةٍ فاضلةٍ وأخلاقٍ عالية، تُسهم في الحدّ من الارتفاع المخيف بمعدّلات الطّلاق بين فئة الشّباب، وفي السّنواتِ الأولى من الزّواج تحديدا، وتوضيح مخاطر هذا الارتفاع وآثاره السلبيّة على تماسك المجتمع وبنيته الأساسيّة، وهو ما يؤثر سلبا على كلا من الطرفين، الرجل والمرأة.

الفئات المستهدفة من تلاحم

أشار الاستشاري الأسري إلى أن المبادرة موجهة إلى الزّوج الذي وجد نفسه فجأة مسؤولا عن بيت وأسرة، عن زوجة لم يعرفها من قبل، وأطفال يراهم للمرّة الأولى في حياته، وكذلك إلى الزّوجة التي استيقظت ذات يوم لترى نفسها زوجة وأمّاً، تنتظرها الكثير من المهام المعلّقة، التي لم تكن تتخيلها.

وتستهدف الحملة كذلك الزّوجين معاً الذين لم يعرفا عن الزواج إلّا ما يراه الناس من طقوسٍ وأعرافٍ وزغاريد، وإلى كل أمّ وأبّ بدأت رحلتهما في البحث عن عروسٍ جميلة لابنهما، أو باستقبال عريسٍ بمواصفات مثالية لابنتهما، وأيضا إلى المشكلاتِ الصغيرةِ التي صارت بفعل قلّة الوعي كبيرةً لا حلّ لها إلا الطّلاق، وإلى الطّلاق بعينه، الذي نسينا أنه أبغض الحلال في زمن السرعة، ليتحول إلى حل مباشر كوجبة سريعة لجائع.