مشوار طويل بدأته نشوى جابر، ابنة محافظة المنيا، مع كرة القدم، منذ طفولتها، لتبدأ في احتراف الكرة، وهي في الصف الأول الإعدادي، لتتنقل بين عدد من الفرق النسائية في محافظات الصعيد، دون أن تكترث بنظرة المجتمع لها، الذي يرفض ممارسة الفتاة لمثل هذه الرياضات، لتتمكن من شق طريقها بجسارة، مدعومة بتشجيع أسرتها، لتصبح أول مديرة فنية لنادي فليج الرياضي في السعودية، وهو أول نادٍ لكرة قدم السيدات في المملكة.

البداية من أولى إعدادي

كانت بداية «نشوى» الكروية منذ الصف الأول الاعدادي، بعد التحاقها بالمدرسة الرياضية في محافظة المنيا، ثم التقديم في مركز شباب، وبدء ممارسة كرة القدم في الدوري الممتاز، «كنت حريصة إني أكون دايما بنت محافظة المنيا، اللي بتلعب كرة قدم، وبعدها انتقلت للعب في نادي سوهاج الرياضي لأحصل على العديد من البطولات»، إلى أن التحقت بعدها للعب في نادي قنا، وفق حديثها لـ«هن».

من اللعب إلى التدريب

وظلت نشوى، تتتنقل بين الأندية، محققة العديد من الإنجازات إلى أن اعتزلت الكرة، لكن يبدو أن القدر قرر عدم فك الرباط بينها وبين الساحرة المستديرة، فبينما كانت مقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تم التواصل معها من مدرب مصري، متواجد في المملكة العربية السعودية، وأعرب عن رغبته في أن تكون هناك مدربة مصرية في السعودية، وأكد أن الاختيار وقع عليها لتدريب نادي فليج السعودي، وهو أول نادٍي للكرة النسائية في المملكة العربية السعودية.

ومثّل قرار تدريبها أحد الفرق النسائية بالسعودية، فرحة بالغة لها، منذ لحظة إخبارها بوقوع الاختيار عليها، ما جعلها تشعر بالفخر بمشوارها الكروي الطويل، الذي ساعدها في هذا الاختيار، بالإضافة إلى المسؤولية التي وقعت على عاتقها، «كنت فخورة بأهلي لأنهم أكبر داعم ليا، وإني بنت مصرية».

نظرة المجتمع الصعيدي لم تعق مشوارها

وخلال مشوارها، كانت «نشوى»، صاحبة الـ33 عامًا، ترى أن رياضة كرة القدم إبداع يجتمع عليها العالم، لكن الأزمة كانت في نظرة المجتمع الصعيدي لأي فتاة تقرر ممارسة كرة القدم، لذلك تحرص دائما على تقديم النصح للفتيات صاحبات الموهبة بضرورة ممارسة كرة القدم، «نظرة الاتحاد المصري لنشاط كرة القدم النسائي، مثل نظرة المجتمعات المغلقة، الدعم قليل جدا، لذلك لا توجد خطة لتوسيع النشاط على مستوى الجمهورية، وعندنا مواهب كتير في القاهرة، لكن للأسف معندناش منافسات في الأندية»، وتحلم بأن تتغير نظرة المجتمع للفتاة التي تمارس كرة القدم، مشيرة إلى دور وسائل الإعلام في ذلك، التي يمكن أن تغير نظرة الأسرة تجاه ممارسة ابنتهم لكرة القدم، والتعامل مع اللعبة على أنها إبداع ووظيفة.

الست تقدر تحكم لاعبين رجال

ولا تقف طموحات نشوى على لعب الكرة وتدريب الفرق النسائية، ولكن ترى أيضا أن المرأة يمكن أن تقوم بدور الحكم في مباريات الكرة حتى للرجال، «مفيش فرق بين ست وراجل في التحكيم، والست تقدر تحكم لاعبين رجال وفي محكمات في الدوري الممتاز المصري، مثل شاهندة مغربي وكابتن نعمة رشاد، وكتير من المحكمات».

اخيرا تحلم «نشوى» بترك بصمة في المملكة العربية السعودية، كما تطمح بالبحث عن كل فتاة لديها موهبة في الصعيد، وتأسيس أكاديمية تضم كل النماذج الموهوبة في كرة القدم.