«قضم الأظافر، لف الشعر، هز القدمين، فرقعة الأصابع»، كلها عادات قد يفعلها الإنسان في مرحلة الطفولة بشكل تلقائي، ولكن قد تلازمه حتى الكبر، ولا يلتفت الكثير من الأشخاص لأسبابها، وقد يكون لها تحليلًا نفسيًا لا ينتبه إليه الجميع، بالإضافة إلى أنها قد تسبب إزعاجًا وتوترًا للآخرين على الرغم من أن بعضهم يفعل تلك العادات.

ووفقًا لدراسات وأبحاث، فإن تلك العادات تكون ملازمة للإنسان من مرحلة الطفولة، كآليات للتكيف مع المواقف التي يقع بها الطفل، ويصعب عليه التعامل معها لأنه غير ناضج بالقدر الكافي لمعالجة المواقف، برد فعل تلقائي يلجأ للنشاط الحركي المتمثل في لف الشعر، قضم الأظافر، هز الرجلين، عض الشفاه وغيرها من العادات التي تختفي مع مرور السنوات، لكنها تستمر مع بعض الأشخاص، ولا يبحثون عن علاج أو أسباب لها، لأنها تبدو بالنسبة لهم وسيلة للتخلص من التوتر، بحسب صحيفة «New York Times».

عادات تتطلب جلسات علاجية.. منها نتف الشعر

وملازمة تلك العادات لا تعني وجود حالة مرضية، ولكن يمكن أن تحتاج لجلسات علاجية في بعض الحالات، إن كان فعلها يجلب الضرر لصاحبها، مثل عادة نتف ولف الشعر التي تسبب ضعف بصيلات الشعر وبالتالي سهولة تساقطه، وتحتاج هذه الحالات لعلاج نفسي، أما بالنسبة لعادة عض الأظافر فيمكن استبدالها بمضغ «لبان» عند الإحساس بالرغبة في ذلك، مع تذكير الشخص لنفسه دائمًا برغبته في وقف تلك العادة، وذلك وفقًا لموقع «Vox».

ومن جانبه، أوضح محمد الدعوشي، اختصاصي نفسي إكلينيكي ومحاضر، في تصريحات لـ«هن»، بأن قضم الأظافر عادة مرت على معظمنا، ربما نفعلها لكسر الملل أو التوتر، أو تفكير زائد وقلق، وقد تسبب بعض الأمراض لأنها تساعد على نقل البكتريا من اليد للفم، ويفضل الامتناع عنها، ولكن عادة «نتف الشعر» تعد اضطرابًا نفسيًا يلزم علاجه: «بيقعد البني آدم يقطع شعره بإيديه الاتنين»، ويمكن أن تكون أثر جانبي لمرض آخر كاضطراب الشخصية الحدية، وفي جميع أعراضه ينصح المريض بالذهاب لطبيب لبدء رحلة العلاج السلوكي، موضحًا: «ممكن نحلق شعره أو نحط زيت يجي يحط إيده تتزحلق، لحد ما يتعافى من العادة نهائيًا».

أما بالنسبة لعادة هز القدمين، يلجأ اليها بعض الأشخاص عند إحساسهم بالتوتر أو قلق لشأن ما، فهي مجرد وسيلة تعبيرية لإحساسهم الداخلي وتكون خارجة عن شعورهم، وقد يفعلها البعض كوسيلة لجذب الانتباه، أما الأشخاص المعتادين على عض الجزء الداخلي من الشفتين، وهي عادة مؤلمة ومرتبطة بالقلق والتوتر، كما يمكن أن تظهر لوجود خلل بالأسنان، مشيرًا إلى أنه عندما تصبح عادة متكررة فيلزم اللجوء لطبيب مخ وأعصاب.

أخصائي نفسي: هناك فروق فردية في المرض

ويتابع «الدعوشي»، أن هناك فروق فردية بين المرضى، فقد تحدث تلك العادات أثرًا سلبيًا على بعض الأشخاص، ويظهر ذلك على حياتهم العملية ومعاملاتهم مع الناس، وآخرين لا تجدي عليهم أثرًا، كما نصح بضرورة الخضوع للفحص الطبي لطبيب مخ وأعصاب، بالإضافة إلى حضور جلسات سلوكية مع اختصاصي نفسي.