كتب: منة الصياد -
03:50 ص | الثلاثاء 19 أكتوبر 2021
العلاقة الشرعية بين الزوجين من الأمور التي لها أسرارها الخاصة، ويتعرض خلالها بعض الأزواج إلى أزمات في بعض الأحيان، وهو ما علَّقت عليه دار الإفتاء المصرية، عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
ولحسم الجدل في بعض الأزمات التي قد يقع بها بعض الأزواج نحو مشروعية العلاقة الخاصة والشرعية بينهما، دوَّنت الإفتاء عبر حسابها الرسمي، قائلة إن العلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته لم يحددها الشرع بوقت معين، إذ جَعَلها الشرع الشريف بين الرجل والمرأة من الحقوق المشتركة بين الزوجين، ولا يمكن لأحدهما الانفراد به بل هو بالتوافق بينهما.
واستشهدت الديار المصرية، بقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، فالآية الكريمة تَعمُّ جميع الحقوق الزوجية، ومنها هذه العلاقة الخاصة التي يُقْصَد بها الإعفاف وإشباع الرغبة؛ وهذا يقتضي عدم تحديده بوقت مُعيَّن.
وكان ورد سؤال عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية قالت خلال سائلة: «بعض الناس تتحدث عما يكون بينها وبين زوجها فى العلاقة الحميمية، فهل هذا يجوز شرعًا؟».
وردت دار الإفتاء في الإجابة رقم 2727، موضحة أن إفشاء ما يقع بين الرجل وزوجته حال الجماع أو ما يتصل بذلك من أمور شخصية تتعلق بهما، حرام شرعًا، ولذا فعلى كل واحد من الزوجين أن يحافظ على أسرار بيته ولا يبديها، لا سيما إذا ترتب على هذا الإبداء والإفشاء ضرر على الزوجين، وقد ورد عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ» أخرجه الإمام مالك في «الموطأ».
وتابعت أنه على الزوجين أن يتفهما الأمر، وأن يتم توضيح الصورة بالحسنى من كل طرف للآخر، وأن يستعينا في هذا التفهم بالصبر والصلاة والدعاء في الصلوات والخلوات؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153]، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» أخرجه مسلم في صحيحه.