بين جدران شقة مكونة من غرفة وصالة كان يعيش «أحمد» رب الأسرة المكونة من 8 أفراد حياة مستقرة، كان يعمل في مجال الحدادة باليومية ووجد نفسه فجأة محاصرًا بين دفع الإيجار ومتطلبات الحياة ليواجه الطوفان بسبب ظروف الحياة المعيشية الصعبة، تبدل حال أسرته بعدما عجز عن تغطية إيجار الشقة وأصبح بين خيارين الطرد أو الدفع.

لم يضع مالك الشقة شروطًا بجدولة المبالغ المستحقة عن إيجار الأشهر التي لم يستطيع رب الأسرة البالغ من العمر 35 عامًا فاتخذ قرارًا بطرده وأسرته بلا مأوى ومن هنا واجه الرجل وزوجته وأبناؤه الـ6 الصراع مع الشارع بين مضايقات يتعرضون لها ومعاناة وإحباط من قلة العمل فأصبح أحد الميكروباصات المتهالكة بمنطقة السلام بالقاهرة، هو محل الإقامة.

يحكي أحمد المصري رب الأسرة لـ«هن»: «بقالنا فترة في الشارع أنا ومراتي وبناتي الأربعة وولادي الاتنين معدتش قادر أدفع الإيجار لأني راجل على باب الله وبيتي مفتوح باليومية وكان ليا مدة مش لاقي شغل اليومية في الأول كانت بتكفينا أكل وشرب ومصاريف الإيجار والمية والكهربا وفجأة بقينا في الشارع، الشارع صعب أوي والناس بيضايقونا».

يضيف خلال حديثه: «ظروف المعيشة ولأني راجل على باب الله بشتغل باليومية خلتني مش عارف أدفع الإيجار وحتى عفش بيتي بعته عشان مكانش معايا حتى أجيبلهم أكل وشرب بعد ما لقينا ميكروباص قديم في الشارع ونمنا فيه، مراتي وولادي بيناموا جوا الميكروباص وأنا برا على الأرض».

صاحب المنزل رفض جدولة الإيجار

يؤكد أحمد أن صاحب المنزل لم يوافق على جدولة الإيجار ورفض عيش أسرته في الشقة التي يمتلكها وبعد تراكم الإيجار بضعة أشهر رفض وطرده هو وأولاده وزوجته على الرغم إلحاح الزوج عليه أن ينتظر.

وعن تجربته المريرة مع العيش في الشارع يكمل رب الأسرة: «الناس بتشوفنا بتضايقنا وفي ناس تانية بيصعب عليهم حالنا وبيجيبولنا أكل أو هدوم، الشغلانة الوحيدة اللي بجيب لعيالي منها أكل، إني بلم كراتين وزجاجات مياه فاضية وأبيعها بالكيلو ويدوب بتجيبلنا حاجة ناكلها عشان مننامش من غير عشا».