تتزايد بينهما حدة الخلافات حتى تضيق بهما الحياة، التي وصلت لطريق مسدود، ربما اتخذا من الطلاق حلًا لإنهاء حياتهما الزوجية، لكن تدخلات كثيرة من جانب الأسرتين في محاولات للإقناع عن التراجع عن القرار الهادم، تحت عنوان «استحملي عشان المركب تمشي»، الجملة التي كثيرًا ما توجه للزوجة دون النظر لما تتحمله من أعباء وضغوط نفسية، بالتأكيد تسبب لها الكثير من المتاعب في نهاية الطريق، وتجعلها تتحمل ما لا تطيق.

الدكتور محمد هاني، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، الذي ذكر أن الزوجة تواجه جملة «استحملي عشان المركب تمشي» أكثر من الزوج، كما أن كثيرًا ما تواجهه مسؤولية تحمل الأبناء، وهذا ما يؤدي بها في النهاية إلى الكثير من الأضرار النفسية، موضحًا بضرورة إعلاء مبدأ المساواة بين الطرفين لإنجاح العلاقة الزوجية.

مشاكل يمكن للمرأة تجاوزها

وتابع «هاني» في حديثه لـ«هن»، أن الحياة الزوجية بشكل عام بها المشاكل والضغوط، وعلى الطرفين ضرورة تحمل بعضهما، كما توجد بعض المشاكل التي يمكن أن تتجاوزها الزوجة دون الوقوف عليها مثل الاختلاف في وجهات النظر، وعدم التفاهم في بعض الأمور، وأيضًا العصبية البسيطة من الزوج، كلما أمور يمكن للزوجة تحملها. 

مشاكل لا يمكن للمرأة تحملها

أما عن المشاكل التي ليس على الزوجة أن تتحملها حتى تسير المركب، كما يردد الكثيرون، فهي الضرب والإهانة المتكررة، وعدم تحمل المسؤولية، والتقليل منها أمام الآخرين، وإدمان الزوج للمخدرات، أو وتعدد علاقاته النسائية التي تصل للخيانة، فكل هذه الأمور كفيلة أن تصل بالحياة الزوجية للطلاق.

الضرر النفسي من «استحملي عشان المركب تمشي»

وانتقل استشاري الطب النفسي في حديثه إلى أن تعويد الزوجة على تحمل المسؤولية بأكملها وتجاوز الحديث عن المشاكل الصعبة حتى تسير المركب، أمر خاطئ إذ يعرض الزوجة إلى الضغوط النفسية الكبيرة والشعور بالملل والفتور من العلاقة الزوجية.

ورأى «هاني» أن الزوجة يمكن أن تتحمل الخلافات البسيطة والظروف المادية، لكن صعب عليها تحمل الضرب والإهانة والخيانة، كما أن التعرض لهذه المشاكل يجعل الأبناء مشوهين نفسيًا، ناصحًا الزوجات بضرورة اختيار الوقت المناسب، للحديث مع زوجها في المشاكل التي يقابلونها واختيار والتعود على أساليب بعضهما.