20 يومًا وصرخات الطالبة منة الله هشام، لا تتوقف، منذ أن دهستها سيارة نقل ثقيل «تريلا»، بإحدى شوارع محافظة أسيوط، خلال ذهابها لمران السباحة الخاص بها، لتصاب بتهتك في الحوض وتكسير بالعمود الفقري، وتمزق جلدها، الذي داسته عجلات السيارة دون شفقة أو رحمة.

لم تهدأ استغاثات والدتها لمياء محمد، التي تعمل مراقبة بالإدارة التعليمية بأسيوط، على مدار تلك الأيام المملوءة بالأوجاع، تجوب بطفلتها «كعب داير» على غرف العمليات، جراحة تليها جراحة أكبر، حتى وصلت إلى 9 عمليات جراحية، حتى الآن، وما تزال تنتظر المزيد. 

مأساة الطفلة منة الله هشام.. بين الحياة والموت بسبب «تريلا» : محتاجة جلد من ميت 

الرئيس يأمر بعلاج الطفلة منة

مناشدات واستغاثات الأم، بالمسؤولين، لم يردها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ أعلن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، توجيه الرئيس بتوفير كل أوجه الرعاية الصحية اللازمة والعلاج للطالبة منه الله هشام، بالصف الثالث الاعدادي، البالغة من العمر 14 عاما، حتى تتمكن من ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

أول تعليق للطالبة منة الله هشام بعد الإفاقة

حالة من الرضا بقضاء الله، سيطرت على الطالبة منة الله، رغم الخوف والقلق وعدم قدرة الأطباء على السيطرة على أوجاعها حتى اليوم، بعدما استفاقت خلال الساعات الماضية، إثر رؤية لم يهدأ بالها فور رؤيته، حتى قصتها على والدتها، التي لم يغمض لها عين منذ تلك الليلة: «قالتلي معلش يا ماما سامحيني، عارفة أني تعبتك معايا، وخلاص متتعبيش نفسك تاني». 

رأت الصغيرة النبي محمد «صلى الله عليه وسلم»، في المنام، وفقًا لما حكته الأم لـ«هُن»، لكن حديث الابنة زادها قلقا، خاصة أنه حمل رسائل ضمنية صادمة: «قالتلي خلاص يا ماما، حاسة إني هموت، أنا شُفت الرسول في الحلم، ومرتاحة ومطمنة كده». 

تفاصيل الحالة الصحية للطالبة منة الله هشام

كانت والدة الطالبة، أطلقت صرخات استغاثة عبر «هُن» لعلاج ابنتها، مؤكدة أن حالتها الصحية حرجة للغاية: «بنتي الأمعاء خرجت من بطنها، العمود الفقري والحوض اتكسروا، عملولها عملية أزالوا بها فتحة الشرج، وركبولها كلستومي لإخراج البراز، لحد دلوقتي 9 عمليات جراحية، ولسه متواصلين في العمليات، وهيشيلوا الأرداف.. عمالين يقطعوا في جسمها، لأن الغرغرينا والتعفن في جسمها كله، اللي بقى مليان دم فاسد، مش عارفين يعملولها إيه».