عبارات التنمر كانت تلاحق ريم هشام أنيس، في كل مكان بسبب وزنها الزائد وشكل وجسمها غير المتناسق، وكان هذا التنمر يخرج من الجميع بلا استثناء، بما في ذلك زميلاتها وصديقاتها، فقد كان هناك من تصفها بـ«الدبابة» وأخرى تناديها بـ«العجلة»، هذا بخلاف توصيفات أخرى لا داعي لذكرها، كانت تشعرها دائما أنها شخص لا يستحق هذه الحياة التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى عليها، وذلك قبل أن تدخل في رحلة طويلة من الاجتهاد والمثابرة، امتدت حوالي 9 أشهر تحلت خلالهم بالعزيمة والإرادة القوية، حتى استطاعت أن تنقص وزنها من 100 كيلو جرام إلى 64 كيلو جرام فقط، وليس هذا فقط، بل وتصبح مدربة في العديد من الصالات الرياضية تساعد الفتيات في إنقاص وزنهم والوصول بأجسادهن إلى الشكل الذي يرضيهن.

ريم هشام أنيس، أو الكابتن ريم، كما يناديها كل من يعرفها الآن، خريجة كلية التربية النوعية جامعة عين شمس، وتسكن بمحافظة القاهرة وتبلغ من العمر 27 عاما.

تقول «ريم» في حديثها مع «الوطن»: «قبل 8 سنين كان وزني داخل على 100 كيلو جرام، وطبعا لا كنت بعرف اتنفس كويس وبطلع سلم المترو زي الست العجوزة، غير خشونة الركب والتعب النفسي والجسدي اللي كنت عايشهم بسبب وزني وشكل جسمي».

تحكي خريجة جامعة عين شمس، أنها كانت تسمع وقتها عبارات التنمر والسخرية من الجميع بما في ذلك زميلاتها، مضيفة: «اتقالي كلام كتير فيه تنمر زي مثلا دبابة وعجلة وحاجات من دي».

الأم أجبرتها على الجيم

والدة الكابتن ريم، كان لها دور كبير في إنهاء معاناتها مع وزنها الزائد، بعد أن أجبرتها على اتباع نظام غذائي للتخسيس وأن تذهب إلى صالة رياضية «جيم» لممارسة الرياضة حتى يساعدها ذلك في إنقاص وزنها في النهاية، حسبما توضح «ريم».

وتتابع: «الجيم ده كان اشتراكه في الشهر 65 جنيه، والمدربة اللي كانت فيه تقريبا مش فاهمة حاجة، كانت بتخليني أجري وخلاص، وكل ما أسالها على الجهاز ده بيعمل إيه، تقولي ده هيتخنك ملكيش دعوة بيه».

قرار وتعليم ذاتي

وأمام هذا لجأت خريجة التربية النوعية، إلى التعليم الذاتي من على مواقع الإنترنت المختلفة لتعليم نفسها، حيث تشير إلى أنها بدأت في البحث عن كيفية استخدام كل جهاز رياضي كانت تراه في صالة الألعاب الرياضية، لتتعرف على طريقة استخدامه ومميزاته وما العضلة التي يستهدفها بالجسم، وبعد هذا تقوم بتطبيق كل هذا خلال تمرينها.

وتواصل كابتن ريم: «لقيت الموضوع بيجب نتيجة معايا كويسة جدا وبخس وفي نفس الوقت جسمي بيتشد، لحد ما وصلت لـ 64 كيلو جرام في ظرف 9 شهور».

عمل براتب 300 جنيه

وبعد هذه النتيجة الأكثر من ممتازة ونجاح كابتن ريم في الوصول إلى الوزن والشكل المثالي بالنسبة لها، عرض عليها مالك تلك الصالة الرياضية العمل بها كمدربة.

واقفت «ريم» على هذا العرض رغم راتبه القليل للغاية، لأنها أحبت هذا المجال بشكل كبير، ومن قبل ذلك أحبت أن تساعد الفتيات ليتخلصن من المعاناة التي كانت يعشنها وتساهم في وصولهن إلى الشكل الذين يحلمن به، «قالي هديكي 150 جنيه، ولو نضفتي المكان بعد كل يوم أشتغلتيه هديكي 150 جنيه كمان».

وتردف أن بهذا المبلغ القليل للغاية، استطاعت أن تتحصل به على عدد من الدورات البسيطة لتكسب نفسها خبرة ومعلومات ومهارة أكثر في عملها، مكنها بعد ذلك من الحصول على فرصة افضل بصالة رياضية أخرى، وبمرتب أعلى وصل إلى 800 جنيه.

دورات معتمدة وحلم

ولأن من يحب عمله يبحث دائما على تطويره، حرصت ابنة محافظة القاهرة على الإدخار من راتبها لتحصل بعد ذلك على مجموعة من الدورات التدريبية المعتمدة، التي جعلت منها واحدة من أفضل مدربات التخسيس واللياقة البدنية، بالإضافة إلى الزومبا والأيروبكس.

وتكمل كابتن ريم: «الحمد لله دلوقتي الشغل بيجيلي لحد عندي، وبشتغل مدربة برايفت للبنات وكمان أون لاين».

وتختتم في نهاية حديثها مع «الوطن»: «بحلم أفتح جيم كبير بفروع كتيرة، واطلع مدربات بشهادات معتمدة».