كتب: سمر صالح -
10:56 ص | الأحد 11 يوليو 2021
نداءات رجال الأمن المتكررة بتفرقة التجمعات أمام أبواب لجان امتحانات الثانوية العامة في ظل الظروف الراهنة لوباء كورونا، لم تمنع الخوف أن يتملك قلوب الأمهات الذاهبات مع أبنائهن إلى المدراس قبل امتحان اللغة العربية لشعبة أدبي.
على الرصيف الآخر المواجه لباب المدرسة، ثمة مشاهد من القلق والتوتر التي اتضحت جليا على وجوه أمهات طلاب الثانوية العامة في الدقائق القليلة التي تسبق موعد الامتحان، اتخذن من الرصيف ملاذا للاطمئنان على الطلاب جلسن يلقين عليهم نظرات من بعيد، بينهم باب كبير أحكم قبضته حارس المدرسة إيذانا بالصعود إلى الفصول ودخول اللجان.
ثمة حكايات جانبية دارت بين الأمهات أمام أبواب اللجان، لكل منهن رواية خاصة وطريقة استعدت بها لماراثون الثانوية كضيف ثقيل داهمهن مجبرين على التعامل معه إلى حين انصرافه، رفضن الانصراف رغم مناشدات رجال الشرطة المكلفين بتأمين لجان الثانوية العامة، «قلبي مش مطاوعني أمشي وأسيب بنتي حاسة إني مطمنة وأنا قريبة منها»، تقول الأم «علا محمد» في بداية حديثها لـ«الوطن»، من أمام لجنة مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بحي الدقي.
افترشت الأم الرصيف وجلست لقراءة آيات القرآن عبر تطبيق إلكتروني على هاتفها المحمول وملامح القلق تبدو عليها بوضوح «بنتي خايفة من بعد ما شافت شكاوى بعض الطلاب من امتحان امبارح»، وفشلت الأم في تهدئة ابنتها طالبة الشعبة الأدبية حتى اضطرت للذهاب معها إلى اللجنة صباحا.
من السابعة والنصف صباحا، غادرت الأم «شيماء علي» منزلها واصطحبت ابنتها «مريم» طالبة الشعبة الأدبية إلى باب اللجنة واتفقا على ألا تذهب الأم إلى عملها اليوم للتفرغ لابنتها.
«عشان أطمنها مروحتش الشغل حتى الأمن لما طلب نمشي قولتلها هستناكي على الرصيف قدام المدرسة» فسكن الخوف في قلب الابنة قليلا ودخلت إلى لجنتها وجلست الأم تراقب باب المدرسة من بعيد تعد الدقائق حتى يمر وقت امتحان اللغة العربية.
ليست الأم شيماء وعلا هن الوحيدات اللاتي اخترن الجلوس على الرصيف أمام باب اللجنة، بل جلس بجوارهن العديد من الأمهات خوفا من أن يتركن أبنائهن داخل اللجنة ويذهبن بعيدا «خايفين نبعد عنهم».