يفضّل بعض الأشخاص الابتعاد عن مواجهة الحياة لتجنب صعوباتها، ولكن تكمن الحقيقة في أنه إذا أراد الشخص عيش حياته بطريقة أفضل، عليه أن يكون أكثر فعالية، فعندما يُواجه تصبح لديه قواعد تُرشده لتطوير قدرته في التعامل بشكلٍ أعمق وأفضل، وتصبح الأمور أسهل وما كان يخيفه يُصبح مألوفًا.

لم يكن عم «أنس» البالغ من العمر 70 عامًا والشهير بـ«أبو أحمد» يتوقع أن ياتي يومًا لم يجد فيه سوى الكباري والطرقات ليشكي همه إلى المارة، واضعًا «لافتة» تحمل عبارة: «أريد عمل من أجل أسرتي ولدي رخصة قيادة».

تركت عملي بسبب كورونا

«بدأت العمل كسائق منذ عقود وكانت هي مهنتي الوحيدة بعدما تركت مهنة العمل في مجال الكهرباء، لكني فجأة وبدون مقدمات وجدت نفسي أعاني من ضائقة مالية كبيرة تأثرت بها أسرتي المكونة من 6 بنات وأتولى تربيتهم ومصاريفهم الشخصية بعد وفاة والدتهم، بجانب مصاريف زوجتي الثانية التي تزوجتها بعد وفاة زوجتي.. هم يستغيثون بعدما أصبحت بلا عمل منذ بداية جائحة فيروس كورونا، حيث كنت أعمل سائقًا على «باص» إحدى المدارس الدولية الشهيرة بالقاهرة»، وفق عم أنس لـ«هُن».

ويضيف: «بمجرد فرض إجراءات الحظر الخاصة بكورونا حينما اجتاح مصر مصر، وبسبب توقف الدراسة وقتها وعزوف أولياء الأمور عن دفع مصاريف الباصات الخاصة بالمدرسة نظرًا لتوقف ذهابهم في هذه الفترة من الأساس، فلم تجد الشركة حلا إلا تسريح السائقين واحدًا تلو الآخر خلال هذه الأشهر، وكنت واحدًا ممن تم الاستغناء عنهم بشكل نهائي بعد 3 سنوات». 

والد الطفل «مازن» يستغيث انقذوا ابني قبل ما يتعمي: يحتاج زرع قرنية

المشكلات تراكمت.. و«مش قادر أدفع فلوس الإيجار»

وتابع عم أنس:«في الفترة الأخيرة تأزم حال أسرتي بسبب تلك الفترة الكبيرة التي بقيت فيها دون عمل وكنت أبحث عن مهنة مناسبة لكني لم أجدها، وتراكمت المشكلات حتى الإيجار لم أعد أستطيع دفعه ولا الأكل والعلاج: «أعصابي تعبت والحياة صعبة.. مكنتش أعرف ريحة الفقر وبقى عليا إيجار ومصاريف أسرة ومش بنام، أنا راجل كبير في السن ومعنديش ولد يقدر يصرف عليا بعد ما ابني مات، عندي 6 بنات ملزم بمصاريفهم».

واختتم صاحب الـ70 عاما قائلا:«اضطريت أعلق يافطة على ضهري اشكى فيها للناس همي، علشان أسرتي اللي بتعاني، أنا تعبت من كتر اللف في الشوارع حتى مهنتي القديمة في الكهربا مش عارف أشتغلها، سني مبقاش يسمح أركب مروحة أو نجفة، وأتمنى لو لقيت شغل».