كتب: سحر عزازى -
05:38 م | الإثنين 01 فبراير 2021
6 أسر من عائلة واحدة فقدوا شققهم دون سابق إنذار، في الحريق المروع الذي اندلع في الطوابق الأولى لإحدى العقارات على الطريق الدائري بحي الهرم.
صدمة كبرى أصابت محمود هاشم، وزوجته بجانب باقي أفراد عائلتهم الذين قرروا شراء شقق في نفس البرج السكني ليكونوا بجوار بعضهم البعض، ولكن ما حدث أحال دون ذلك.
يحكي «محمود»، الذي يجلس بجوار أطفاله الثلاثة في الخلاء دون مأوى، أنه لا يملك شيء الآن سوى أن يقف ويراقب «شقى عمره» أمام أعينه وهو ينهار، غير قادر على فعل شيء سوى الحسرة التي سكنت قلبه، وهو مهرولًا على السلالم لإنقاذ صغاره ووالدته السيدة العجوز التي تسير على كرسي متحرك نتيجة كسر ساقها: «بقينا في الشارع مفيش حتى خيمة نغطي فيها لحمنا ولا بطانية تحمينا من برد الشتا».
دموع مكتومة يخفيها حتى يظهر متماسكًا في ظل بكاء هستيري انتاب الزوجة وحماتها، مؤكدًا أنه ظل في السعودية ثلاثة سنوات يعمل دون إجازة لجمع ثمن الشقة والعفش، وعامين آخرين بعد نزوله مصر لمدة شهر واحد لرؤية صغاره: «فضلت 5 سنين انحت في الصخر عشان أجيب بيت حلو لولادي وفضلت 3 سنين مبشوفهمش وفجأة كل حاجة راحت في غمضت عين، احنا عايزين الدولة تنقذنا وتعوضنا مش هنقدر نشتري شقة تاني».
يضرب كفًا على كف، محدثًا نفسه بصوت مسموع: «هصرف على تعليم العيال ولا هجيب لهم شقة، أطلعهم بقي من المدارس أسيبهم في الشارع»، يشكو همه رفقة أشقاء زوجته الذين فقدوا شققهم أيضًا، لافتًا إلى أن الصدمة كانت قاسية عليهم: «تمن الشقة ميقلش عن 800 ألف جنيه يعني مليون إلا شوية مبقاش فيه صحة نشتغل ونجيبهم تاني، وأمي منهارة ورجليها متجبسة ومقعدها في الشارع».