رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

من الإعلام للفن التشكيلي.. «نجلاء» تصنع الألوان المائية بنفسها: صُنع في مصر

كتب: دينا عبدالخالق -

03:18 م | الجمعة 25 يونيو 2021

أحد النماذج

بمهارة واضحة، باتت تتقنها يديها التي تتحرك بثبات، تضرب بقوة يد «الهون» حتى فتت حبيبات البودرة الملونة، لتنقلهم إلى إناء آخر مع وسيط من الصمغ العربي والماء، وتخفقهم جميعا مرة أخرى، وتضعهم على لوح زجاجي لمدة ساعة أو ساعتين، وتخلطهم مجددا، لتنتج بنفسها الألوان المائية، على طريقة الرسامين الأجانب القدامى، بينما تحمل هذه المرة اسم «صنع في مصر».

نجلاء تصنع الألوان المائية في المنزل بيدها: صنع في مصر

حبها البالغ للفن، اكتشفته أثناء دراستها بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، التي تخرجت منها عام 2014، لتواجدها في السعودية حينها، وجدت نجلاء عرفة داخلها شغف تعلم التصوير الفوتوغرافي والمونتاج والجرافيك، لتتقنهم، ثم اتجهت لتوثيق الرسم عبر الدراسة بالقسم الحر في كلية الفنون الجميلة، لتحصد فرصة عبر معرفة الكثير من الفنانين والمشاركة بالورش والمعارض، حتى باتت قادرة على تقديم ورش بنفسها للمبتدئين، وعُرفت بحبها للألوان المائية.

مع بداية تدريبها للمبتدئين، لمست صعوبة اقتناء الألوان المائية المستوردة التي تبلغ تكلفة «الباليت» المستوردة الجيدة منها حوالي 600 جنيه، لتقرر قبل 7 أشهر، صناعتها بنفسها يدويا، لتحاكي الفنانين القدامى الذين كانوا ينفذون تلك المهمة بأعمالهم عبر كميات محدودة قبل ظهور الآلات الحديثة، لتبحث طويلا عبر صفحات الإنترنت باللغة العربية ولكنها لم تصل إلى نتيجة، لتتجه إلى الاستعانة بالإنجليزية، لتجد أن الألوان مصنعة من الصمغ العربي والماء و«البيجمند» أي بودرة اللون نفسها، مع إمكانية إضافة الجلسرين والعسل، عبر خلطهم بمقادير وطريقة معينة يدويا، ثم نقلهم إلى علب مجهزة.

الفنانة العشرينية تتغلب على ارتفاع أسعار الألوان المستوردة بخلطتها السرية

رغم تحديد الأطر الأساسية لصناعة الألوان المائية يدويا، إلا أن الفنانين القدامى لم يذكروا المقادير المحددة لكل لون، باعتباره «سر المهنة»، والتي اختلفت من فنان لآخر، لتقضي الشابة العشرينية عدة أشهر في تجربة مختلف المعايير لكل لون واستخدامه بالرسم للتأكد من جودته، حتى وصلت لسر مهنتها بدورها، فقررت طرح «باليت» خاصة بها من السبع ألوان الأساسية، بتكلفة 175 جنيها، بعد أن وضعت بنفسها تصميمها الخاص الذي يحمل عبارة «صُنع في مصر»، للتغلب على ارتفاع أسعار المواد المستوردة.

لاقت ألوان نجلاء ردود فعل مميزة للغاية بين الفنانين والمبتدئين الذين تهافتوا على اقتنائها، لجودتها وسعرها المناسب، حتى وصلت لها طلبات من خارج مصر أيضا، وهو ما شجعها على صناعة نوعية أخرى غير موجودة بالبلاد على الإطلاق وهي الألوان المائية «الميتالك» التي يوجد بها لمعة معينة، فصنعت منها 4 ألوان، حصدوا إعجاب بالغ لأنهم لم يكونوا متوفرين مسبقا، لذلك تستكمل نجاحها بالاستعداد لصناعة أنواع أخرى حاليا.

نجلاء: أصعب الألوان هم الأخضر والأصفر.. وأسهلهم الأحمر

«كله عملته بإيدي وبنفسي فقط، استغنيت عن الآلات بالطرق اليدوية التقليدية من الطحن والخلط وبالإزاز، ومبسوطة بكل باليت بتروح لفنان وهتبقى جزء من لوحة ليها حكاية».. تروي نجلاء عرفة تجربتها مع صناعة الألوان المائية في المنزل بنفسها، بأنها بدأت تتمكن من الأمر رويدا رويدا، لتكتشف أن اللونين الأخضر والأزرق يستغرقون جهدا ووقتا أطول يصل لأكثر من ساعتين، على عكس الأصفر والبرتقالي والأحمر، حيث تتولى تنفيذ كل تلك الخطوات بمفردها.

كما تمكنت من التغلب على تبخر الألوان المائية بشكل أسرع صيفا، لارتفاع نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة، وعدم وجود آلات تحفظ حرارة الألوان، عبر إنتاج كميات محدودة بالصيف عن فضل الشتاء، متمنية أن تتمكن منتجاتها من المنافسة عالمية باسم مصر، لتحقق نجاحا جديدا لبلادها.