رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«مي» من الفيوم لقمم جبال مصر والعالم: بحلم أكون أول مصرية تصعد إيفرست

كتب: دينا عبدالخالق -

12:19 ص | الخميس 24 يونيو 2021

مي من أعلى قمة جبلية

بعيدا عن اللوغاريتمات والحسابات الدقيقة والبرمجة، وحتى البشر والزحام وعوادم السيارات والضوضاء، التي انغمست فيها لأعوام عديدة، وجدت ذاتها في أعلى قمة جبل عباس باشا بسانت كاترين، فبدلا من أن تتابع الشروق بعينيها، شعرت كأن الشمس أنارت داخلها بأشعتها الذهبية، لتكتشف سعادتها المفقودة وشغفها البالغ، لتسارع بتسلق أعلى جبال في مصر وأفريقيا، بينما تحلم بصعود «إيفرست»، ولكن أعاقها فيروس كورونا المستجد عن استكمال حلمها، لتستغل فترة الإغلاق في كتابة تجربتها الذاتية والنصائح الهامة لصعود الجبال في كتابها «العشر الأعلى.. حلم وتحقق».

«مي» تكتشف شغفها في تسلق الجبال بالصدفة.. صعدت أعلى 10 قمم في مصر

قبل حوالي 8 أعوام، كانت مي عادل، 41 عاما، تحظى بحياة رتيبة في الفيوم، كونها تعمل مبرمجة كمبيوتر والتي حصلت فيها على درجة الماجستير في نظم المعلومات، لتحلم بالحصول على الدكتوراه لاحقا، ولكن لم يتم تسجيلها من قبل الجامعة، لتعيش اكتئاب شديد لفترة طويلة، سعت للخروج منها بالتفكير في لحظات السعادة التي عاشتها مسبقا، ليبادر إلى ذهنها رحلتها بسيوة التي استمتعت فيها بلحظات مميزة أسفل النجوم، وكأنه أزيلت الحواجز بينهما تماما، حيث شعرت بمدى حبها للفطرة والحياة البرية بعيدا عن الجانب العملي، لتتواصل مع إحدى صديقاتها بالرحلة، ويقررن سويا السفر معا لجبل عباس باشا بسانت كاترين للاستمتاع بالشروق هناك، ولتشعر وقتها بسطوع الشمس داخلها واكتشافها السعادة الحقيقية والشغف الذي كانت تبحث عنه «حسيت أني لاقيت الحتة الناقصة اللي مكنتش بتكمل سعادتي قبل كده»، على حد قولها.

حرصت «مي» لاحقا على أن تشارك في الرحلات التالية شهريا، ثم كل أسبوعين، لتكون أسبوعيا، لتتمكن في عام 2016، من صعود 16 جبلا رغم بدايتها في التسلق، ولكنها قررت التخلي عن ذلك الشغف العام التالي، بسبب مرض والدتها الشديد، لتلازمها فترة طويلة حتى وفاتها والتي كانت صدمة بالغة بالنسبة لها، انعزلت بعدها عن الجميع وتملكها الحزن، ليشجعها والدها على العودة لتسلق الجبال رغم رفضه الشديد مسبقا لذلك، لتعود بالفعل إلى الجبال لتشعر باحتضانهم لها وباستعادتها للراحة النفسية مجددا.

صعدت أعلى 19 جبلا بمصر والقمم السبعة في العالم

ولدّ حلم جديد في قلب ابنة الفيوم، التي تعلمت صعود الجبال مع أصدقائها، بشغف أكبر نحو اكتشاف المزيد، ليساعدها صديقها الراحل محمود الجمل في تسلق أعلى 10 جبال بمصر، قبل رحيله في سانت كاترين، لتستكمل هدفها بحزن بالغ لاحقا، وخلال عامي 2018 و2019، الذي اكتشفت خلالهما صعوبات بالغة، منها عدم توفر معلومات كافية عن 3 منهم ومكان آخر وغياب الدليل عن قمة رابعة، تمكنت من صعود القمم السبعة الأعلى بالعالم، ثم جبل كلمينجاروا في 2020، والذي يعتبر أعلى قمة في أفريقيا، لتستعد لخوض تحدي جديد.

مع انتشار فيروس كورونا المستجد بمصر، في مارس 2020، وفرض الحكومة إجراءات الإغلاق، أدى ذلك لعرقلتها عن شغفها، لتركز جهودها في عملها كمبرمجة، بينما قررت أن تكتب خلاصة تجربتها ونصائحها لمتسلقي الجبال والحقائق التي توصلت لها برحلتها، ومواجهتها لتحديات التسلق كونها فتاة رغم تقبل المجتمع السيناوي لهذا الأمر، في كتاب خاص بها يحمل اسم «العشر الأعلى»، الذي تعتبره بمثابة «حلم وتحقق» مثلما يحمل الكتاب، خاصة كونها أجرت بحثا واسعا عبر الإنترنت عن كتب للجبال باللغة العربية، ولم تتمكن من العثور على أي شيء.

مي: كتبت تجربتي ونصايحي وحل الأزمات اللي قابلتها في الكتاب.. وبحلم بصعود إيفريست كأول مصرية

«الكتاب عبارة عن تجربتي بشكل قصص وحدوتة فيها المعلومات والرحلة وكل حاجة».. فضلت مي عادل أن تروي مسيرتها بين الجبال المصرية والأجنبية بطريقة أدبية مبسطة، لمساعدة غيرها من محبي صعود الجبال، وخاصة الفتيات اللاتي شجعتهن على خوض تلك التجربة المميزة التي تأسر الجميع، في كتاب سيصدر خلال دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ52.

تحلم ابنة الفيوم في صعود قمة جبل إيفريست الأعلى بالعالم، خلال الفترة المقبلة، ولكنها مازالت تواجه عدة عراقيل بشأن الدعم لها، قائلة: «نفسي أبقى أول بنت مصرية تطلعله وأحقق تميز جديد لبلدي».