كتب: دينا عبدالخالق -
08:17 م | الثلاثاء 22 يونيو 2021
حياة مختلفة كانت تحلم بها منذ نعومة أظافرها كفتاة حينما تتزوج وتنجب طفلها الأول، ولكن قادها طفلها لمجال عمل مختلف تماما عن عملها الأصلي في مجال الهندسة، واتجهت لمساعدة الأمهات لتنسيق حياتهن بشكل متوازن بين حياتهن المهنية وأطفالهن.
رضوى الحماقي، تخرجت في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، عملت لسنوات في إحدى الشركات الكبرى كمهندسة كمبيوتر، إلى أن رزقت بطفلها الصغير، الذي اتجهت بعد ولادته للبحث عن سبل لتنظيم وقتها الذي طالما اهتمت به، ولكن هذه المرة بين عملها وطفلها ومنزلها، لتصطدم بعدم وجود أي نتائج باللغة العربية، فقررت البحث المعمق عن ذلك لتصل لعدة أفكار طورتها بنفسها وطرحتها على أصدقائها بالعمل لتلقى إعجابا كبيرا بينهم، فقررت كتابة المواقف العديدة التي تتعرض لها الأمهات بحياتهن المهنية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بطريقة كوميدية خفيفة، لهوايتها بالكتابة.
تدشين صفحة عبر «فيس بوك»، كانت الخطوة التالية التي اتخذتها الأم، لعرض تلك التجارب والمواقف والنصائح، حملت اسم «ماما في الشغل»، لتلقى إقبالا كبيرا مع أول منشور لكتابتها المميزة، فقررت إصدار أجندة خاصة للأمهات عن تنظيم الوقت تراعي احتياجاتهن، وتقسيم مهام الأسبوع من الطلبات والتنظيف وتطعيمات الأطفال، والتي تتضمن أيضا جانبا خاصة للاهتمام بالسيدة ومقولات إيجابية لدعمهن، والتي تطورها كل عام مع الاحتياجات الجديدة للنساء، وابتكرت أجندة أخرى شبيهه للأطفال لمساعدتهم في تنظيم أوقاتهم وتحسين مهاراتهم المختلفة.
كما أصدرت منتجات أخرى من فكرتها وتنفيذ مصممين جرافيك آخرين، منها أوراق أشبه بالاستبيان للأطفال تتضمن مهامهم اليومية من المذاكرة وغسل الأسنان وتنظيف الغرفة وتناول الطعام لترك علامات أمام كل منهم يرسمها الأطفال لتتأكد الأمهات من قيامهم بها أثناء عملها، بالإضافة لأوراق أخرى لتشجيع الصغار على الصلاة والصوم بشهر رمضان، فضلا عن مساعدتهم في «البوتي ترينينج» بأن يضع كل طفل «ستيكر» بعد نجاحه في ذلك التدريب على مدار اليوم كعلامات مختلفة لإسعاده بإجازه في نهاية الأسبوع، وتتمكن الأم من تقييم تحسنه.
بعد النجاح الذي حققته «ماما في الشغل»، قررت «رضوى» ترك عملها والتفرغ لتلك المبادرة كاملة وتحويلها لشركة إلكترونية لمساعدة النساء، مستعينة فيها بأفراد متخصصين لطرح محتوى جيد ومختلف للنصائح والحملات العديدة التي تقدمها، منها حملة «اعرفي حقوقك» لتعريف النساء بحقوقهن في القانون وأحقيات الأم العاملة، وحملة أخرى «هي ساعتين وبس» لتخليص النساء من التوتر.
وحرصت أيضا عبر شركتها على امتصاص ضغووط الأمهات بطريقة مختلفة، من خلال طرح منشورات تشجيعية وإيجابية يومية، بالإضافة لمساحات لـ«الفضفضة»، عبر النقاش بشأن تفاصيل الحياة اليومية من فترة الرضاعة والمذاكرة للأطفال والأعمال المنزلية وزيارات الطبيب.
كما وفرت تدريبات لإدارة الوقت والزراعة بشرفات المنازل والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والبرمجيات الجديدة، وتقديم كورسات عن ممارسة اليوجا للأمهات في العمل لتحسين صحتهن.
وفي أحدث جهود رضوى عبر «ماما في الشغل»، طرحت تدريبات «هي باك تو ورك» التي تقدم من خلالها خدمات عديدة للأمهات اللاتي تركن أعمالهن من أجل تربية أطفالهن ويرغبن في العودة للعمل، حيث تقدم تدريبات إلكترونية لتهيئتهم على مجال العمل والتسويق الإلكتروني والمهارت الأساسية لعمل واحتياجات السوق الحالية، وذلك عبر العديد من البرامج التي ينفذوها بأنفسهن، حيث تعاونت فيها مع شركتين تجاريتين.
وتمكنت «رضوى الحمقي» عبر شركتها من حصد جائزة «هي الأمل» على مستوى مصر في 2017 من قناة «أم بي سي»، بالإضافة لجائزة «مامنتيرس» العربية في دبي، حيث ترى أن تجربتها ساعدتها بشدة كأم وغيرها من الأمهات.
