رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

تصنعها بشغف منذ 15 عاما.. «نور» تحارب صعوبات الحياة بالقهوة في الشارع: عشان مستقبلي (صور)

كتب: روان مسعد -

05:44 م | الجمعة 04 يونيو 2021

نور

في عامها الثاني بالثانوية العامة، فقدت نور أحمد والدتها، ولأن أبويها منفصلين منذ كانت طفلة، ولا تجمعها بوالدها أي علاقة، قررت أن تقف على قدميها باكرا، خرجت للشارع كي تتمكن من إكمال تعليمها، وتعلم مهنة جديدة تضيف إليها المال وتكفل كرامتها لتعيش مرفوعة الرأس معتمدة على نفسها ولا تلجأ لغريب.

كان ذلك قبل حوالي 15 عاما، حينها كان العمل في مجال صنع القهوة شديد الحداثة على الفتيات، فكانت من أولى البنات التي استطاعت أن تحفظ المهنة، وتمتهن تفاصيلها، وتخرجها ببراعة مكنتها طوال أعوام من الانتقال بين أماكن عدة مختلفة الطبائع، ولكن اتفقت في أنها واحدة من أحرف فتيات صنع القهوة فيها كلها.

تعلمت «نور»، البالغة من العمر 32 عاما حاليا، عمل القهوة في مأمورية الضرائب بمصر الجديدة، ومنها استطاعت معرفة كافة تفاصيل عملها الجديد ومنه صرفت على تعليمها حتى أتمت التعليم المتوسط وحصلت على دبلوم زراعة، وبعده مباشرة وهي تبلغ من العمر 17 عاما بدأت زواجها وكذلك عملها في الباريستا وهو فن صنع القهوة.

أنجبت نور من زواجها الأول نجلها «محمد»، فصار هو سندها في الحياة، وشغفها بالقهو وصنعها يكبر معه، فقد أتم بالفعل عامه الـ14، «للأسف منجحتش في جوازي وانفصلنا في 2012، ومن وقتها وأنا ربة البيت، وقلت محمد لازم يتربى ويتعلم أحسن تعليم»، وانتقلت نور إلى مكتب مستشار، وتزوجته، فوفر لابنها حياة كريمة، اشتراك في نادي، وأدخله مدرسة خاصة، إلا أن الانفصال الثاني وقع في 2019، جعلها تبدأ دورة من جديد لتكمل مع نجلها «محمد» حياة كريمة في التعليم والرياضة.

تقول نور في تصريحات لـ«هن»، «ده شجعني أكمل شغل في القهوة، فنزلت اشتغلت في مطعم فرنسي في الدقي، وبعدين عربية تيك أواي، ومكاتب ومطاعم وبعدين أنا دلوقتي في عربية شكلها حلو بيقولوا عليها قهوة للبنات، وبقيت بعمل كل حاجة بحب وكأني بعملها لنفسي بالظبط عشان كدة الطعم اللي عندي مش بيلاقوه عند حد خالص».

استيقظت نور ذات يوم في عام 2014، على سرقة بيتها، ما أدخرته خلال أعوام، ذهبها، وكل ما هو ثمين، وأدى هذا الحادث إلى إصابتها بالسكري، ومنذ هذا الحين وهي ممنوعة من شرب ما تصنعه من «لاتيه»، و«كابتشينو»، وأي نوع من القهوة بالسكر، فقررت أن تصنع كل كوب قهوة للزبائن وكأنه كوبها الخاص، بطعم رائع وقبل الطعم بشغف صنع القهوة، وتناولها.

ورغم أن نور عملت في وظائف كثيرة غير صنع القهوة، مثل السكرتارية، إلا أن مجال الباريستا، والتفنن في صنع القهوة هو شغفها الحقيقي، وحلمها المستقبلي، فهي لا تريد سوى أن تمتلك واحدة من عربات صنع القهوة «تيك أواي»، لتضمن لها مستقبلها، وتتمكن من الصرف جيدا على نجلها، فظروف العمل صعبة تصل إلى 15 ساعة يوميا، دون إجازات أو راحات، وبمبلغ بسيط في اليوم، معه بالكاد تستطيع توفير حياة كريمة لنجلها محمد، «في صعوبات كتير جدا ومرار وتعب في الشغل والتربية أنا أم وأب وخال وعم وكل حاجة، نفسي ارتاح مشيلش هم، مش عايزة شقة ولا عربية، نفسي بس اشتغل لحسابي ومتبهدلش عند الناس».