رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«شروق» تدرس الطب وتتفنن في إظهار جمال الخط العربي: بيعبر عن هويتنا

كتب: محمد خاطر -

02:27 م | الجمعة 07 مايو 2021

شروق أنور.. طالبة بكلية الطب ومصممة متخصصة في الخط العربي

هناك قول منسوب إلى علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، يؤكد فيه بأن «الخط الحسن يزيد الحق وضوحا»، وبعيدا عن مدى صحة هذا القول من عدمه، فإن للخط العربي مكانة ليست بالقليلة في نفوسنا جميعا، وكبيرة ومحفورة في نفس ووجدان شروق أنور، الطالبة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، والتي دفعها حبها إلى الخط العربي، إلى دراسته وتعلم كتابته بالطرق الحديثة، لتصبح مصممة محترفة متخصصة في الخط العربي إلى جانب دراستها.

حكاية صاحبة العشرين عاما مع الخط بدأت منذ أن كانت بالصف الثالث الإعدادي، فحينها كانت تحب تصميم الجرافيك وتقضي أوقاتا طويلة تشاهد أعمالا من إنتاجات مصممين الجرافيك، وإلى جانب تلك الأعمال كانت عادة ما تجد أعمالا للخط العربي، حيث تقول «شروق»، في بداية حديثها مع «الوطن»: «كانت بتلفت نظري جدا وبحب شكلها، فبدأت أدور على يويتوب أعمل زيها أزاي، وبالفعل بدأت أشتغل على الجمل والكلمات اللي بتعجبني، وكنت مستمتعة جدا رغم أني كنت مبتدئة لسه ومستوايا كان متواضع أوي وقتها».

نصيحة من شروق

وظلت طالبة كلية الطب جامعة الإسكندرية على هذا المنوال، مكتفية فقط باستماتعها بكتابة الجمل والكلمات التي تحبها بالخط العربي الذي تعشقه، حتى نصحها أحد ما بضرورة دراسة الخط الكلاسيكي، حتى يساعد ذلك في تطوير مستواها بهذا الفن، مضيفة: «هنا بدأت اتعمق في الخط وأفهم أنه مجال كبير ومحتاج تدريب وممارسة كتير جدا عشان تقدر توصل لمستوى جيد فيه، وبدأت بتعلم قواعد الخط الديواني، وبالتوازي مع تعلمه كنت بحاول اطور مهاراتي في تصميم الجرافيك عشان أقدر أوظف الخط في تصميمات رقمية».

تاريخ الخط العربي

كل هذا كان يحركه رغبة واحدة لدى «شروق»، متمثلة في محاولة زيادة معرفتها طوال الوقت بالخط العربي وتاريخه ومراحل تطوره، وكل معلومة كانت تتحصل عليها في هذا الشآن، كانت تقتنع أكثر أنه «عشان تعمل تصميم معاصر قوي فأنت محتاج تدرس تاريخ الفن كويس عشان تضمن أنك بتشتغل على أساس فني صحيح»، حسبما توضح الفتاة العشرينية، مشيرة إلى أنها بعد ذلك لجأت إلى بعض الخطاطين والمصممين وتواصلت معهم، وكانت تسألهم دائما كيف تحسن من مستواها بهذا الفن والعالم الذي تحبه، لكن المفاجأة التي تكشف عنها في تلك الجزئية، كانت أنها «كل ما كنت بتتعلم حاجة جديدة في الخط العربي بكتشف أن لسة تفاصيل كتيرة جدا أنا لسة معرفهاش والطريق لسة طويل».

الدافع

لكن مهما كان الطريق طويلا، فإذا كان هناك دافع، جعلنا نتحمل هذا المشوار ونسعى دائما دون ملل حتى ننهيه، وهو ما كان عاملا رئيسيا في حياة طالبة كلية الطب، لافتة إلى: «يمكن في البداية كان الدافع الأساسي ليا هو شغفي بالخط وحبي لشكل الحروف واستمتاعي بالتصميم، لكن بعد ما تعمقت في فن الخط العربي وتفاصيله وعلاقته بالثقافة الإسلامية بقيت فخورة بإني بمارس الفن دا خلاف أي فن بصري تاني، لأنه مرتبط بهويتنا كعرب وقادر يميزنا».

تجارب

تجارب «شروق» مع تصميم الجرافيك، جعلها تشعر بقيمة الخط وتشكيله لجزء هام في التواصل البصري، بالإضافة إللى قدرته على التعبير عن أي رسالة أو موضوع، ولهذا تصبح سعيدة للغاية حين ترى الناس قادرون على أن يحتسوا جمال الخط ويتفاعلوا معه، (حسبما تشير)، مشددة: «إني واثقة أن أي عربي الخط بيكون ليه وقع وتأثير على نفسه حتى لو معندهوش خلفية فنية».

دور الأم

ورحلة طالبة الطب مع الخط العربي المستمرة مستقبلا، لم تخوضها واحدها بل كان ومازال إلى جوارها والداتها، التي تقول عنها: «والدتي هي أكتر حد بيدعمني من يوم ما بدأت الخط العربي، وهي أول شخص بيشوف كل تصميماتي وبحب أشوف نظرة إعجابها بيهم حتى لو عرضتها على أكتر ناس محترفة في المجال وأبدوا إعجابهم بيهم»، معربة في نهاية حديثها مع «الوطن» عن طموحها في التطور الدائم، وأن تتعلم كل يوم شىء جديد يخص عالم الخط العربي الساحر، لافتة إلى أنها تملك الكثير من الخطط المستقبلية حول هذا الأمر، في مقدمتها دراسة أكثر تعمقا للخط العربي الكلاسكيكي، وأن تصبح جزءا من توظيف الخط العربي في الحياة اليومية مثل إدخاله على تصميمات الشعارات وأغلفة الكتب والتوظيفات الفنية الأخرى.

 

الكلمات الدالة