انقباض قلبها عقب علمها بفقدان عروسان لشقتهما الجديدة في عقار جسر السويس، دفعها للإعلان عن رغبتها بالتبرع لهما بشقتها، لعلها تهون عليهما فاجعة فقدان بيتهما الذي لم يمكثا به سوى أشهر معدودة، ليتحول أمام أعينهم إلى كوم من التراب، يخفى بين أنقاضه بقايا «عش الزوجية» الذي استغرق سنوات في تجهيزه.

السيدة المتبرعة: «معرفهمش ولا عمري شوفتهم»

«أنا معرفهمش ولا عمري شوفتهم.. بس قصتهم أثرت فيا جدا»، بتلك الكلمات بدأت المتبرعة التي رفضت ذكر اسمها حديثها لـ«الوطن»، قائلة إنها نجحت في التواصل مع العروسين، وعرضت عليهما العيش في شقتها الكبيرة بمنطقة المرج الجديدة: «هى عمارة كبيرة وقريبة من المترو، ومش هأخد منهم إيجار لمدة سنة أو اتنين لحد ما يظبطوا وضعهم».

عبارات شكر وامتنان توجهت بها العروس إلى السيدة المتبرعة خلال الاتصال الهاتفي الذي حدث بينهما، قائلة إنها ستخبر زوجها بالأمر، وتخبرها بقراره حول القبول بعرضها والسكن في شقة «المرج الجديدة»: «أنا حاولت أطمنهم إن المنطقة كويسة علشان مايقلقوش، ومستنية قرارهم». 

المتبرعة بالشقة: مستنية مكالمتهم

تلك الشقة التي تتطوعت السيدة بها، اشترتها منذ سنوات لنجلها: «الشقة دي واخدها لابني، بس هو مش ساكن فيها دلوقتي، وهما أولى بيها، متغلاش عليهم»، وسط انتظارها لاتصال العروس بها والتي حصلت على رقمها بصعوبة بعد تدوينها منشورا على منصات التواصل الاجتماعي، تطالب خلاله بالحصول على وسيلة للتواصل معها، متمنية مساعدتهما.

يشار إلى أنه ضمن ضحايا وسكان عقار جسر السويس المنهار في شارع الثلاجة المتفرع من شارع جسر السويس، كان الثلاثيني سامح رمضان وزوجته، وقد مر على زواجهما أشهر معدودات بعد أعوام من التعب لبناء «عش الزوجية»، الذي شاء القدر أن يذهب في لمح البصر.