كتب: إبراهيم الديهي -
10:47 م | الجمعة 12 مارس 2021
«جلباب وشال وتروسيكل» أشياء بسيطة، لكنها هي أسلحة السيدة داليا العليمي، التي تبلغ من العمر 37 سنة، في رحلة بحثها اليومية عن لقمة العيش، إذ اعتادت الخروج يوميا من الـ5 فجرا لتبحث عن مصدر رزقها، من خلال جمع القمامة بين قرى محافظة المنوفية، لكي تربي أبناءها بعد وفاة زوجها.
تخرج «داليا» كل يوم من منزلها في الخامسة فجرا، بحثا عن لقمة عيش لها ولأسرتها، تتجول بـ«تروسيكل» في شوارع المنوفية، بين قريتها «زرقان» بتلا، وبين أماكن تجمع القمامة في المراكز المحيطة، تبحث عن «البلاستيك والكارتون»، لمحاولة توفير 70 جنيهًا يساعدونها، في تربية أبنائها الثلاثة بعد وفاة زوجها فكانت لهم الأم والأب.
«بخرج من البيت الساعة 5 الفجر، وبسوق التروسيكل، علشان أجمع البلاسيتيك والحجات اللي ممكن تتباع من الزبالة في شوارع المنوفية»، بهذه الكلمات بدأت داليا جابر العليمي حديثها لـ«هن» وهي تقود التروسيكل، وتتجول في إحدى قرى محافظة المنوفية، مؤكدة أنها بدأت في العمل قبل عدة سنوات، لمحاولة كسب لقمة عيش حلال لها وأولادها بعد وفاة زوجها الذي توفى تاركا لها ثلاثة أبناء صغار في السن.
وأضافت «جامعة القمامة» التي تبلغ من العمر 37 سنة، أن مهنتها صعبة ولكنها مضطرة للعمل فيها لتربية أبنائها في الدراسة، قائلة «الشغلانة صعبة بس اتعودت عليها وبعمل كل حاجة علشان أربي ولادي وأعلمهم كويس علشان ربنا يوفقهم عندي ولدين وبنت، غير بنتي من زوجي التاني»، مؤكدة أنها تواجه مصاعب كثيرة في عملها ولكنها تتغلب عليها بالصبر في العمل، مضيفة أنها عند عودتها لمنزلها تشتري متطلبات البيت وهي أكثر اللحظات سعادة لها خاصة بعد التعب طوال اليوم.
وأوضحت «داليا» أنها تعيش بالإيجار في منزل لها ولأبنائها، وأنها تتحصل من عملها على 70 جنيها بعد دفع البنزين ومتطلبات التروسيكل التي لا زالت تدفع له القسط، موضحة أنها تزوجت بعد وفاة زوجها، لكنه طلب منها أن تترك أبنائها وتذهب للعمل معه في مركز آخر بالمنوفية، وهو ما رفضته، قائلة «طلب مني أروح معاه وأسيب ولادي قولتله لا طبعا مقدرش أسيبهم لوحدهم مين هيربيهم غيري، ومش راضي يطلقني لحد دلوقتي وعندي منه بنت صغيرة».
وتابعت داليا: «أحلامي بسيطة، نفسي في شقة حتى لو أدفع قسطها بس يكون على قدي، علشان أعيش فيها أنا وولادي ومدفعش إيجار كل شهر ومصدر رزق بدل البهدلة اللي أنا عايشة فيها».
