رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ياسمين» تغلبت على فقد البصر والحركة «بقت مونتير شاطرة»

كتب: شروق مجدي -

03:39 م | السبت 27 فبراير 2021

تغلبت على فقد البصر والورم

تستدعي ذكرياتها الأليمة والدموع تنهمر من عينيها تجلس «ياسمين» في غرفتها المتواضعة، محاكية لجدار غرفتها أحلامها التي باتت تسعى لتحقيقها، تحدث نفسها وقد بدأت تقطف ثمار مثابرتها وعزيمتها «معقول كل دا يحصل، أنا مش مصدقة».

فتاة لا تتجاوز الـ24 ربيعا، تقيم بمحافظة القاهرة ولدت فاقدة البصر إلى جانب تعرضها لورم جسدي أثر على قدمها ويديها اليسرى منذ بلوغها ثلاث سنوات.

تسرد ياسمين مأساتها فتقول «منذ الثالثة من عمري أصيبت بورم انتشرَ تدريجياً في جميع أنحاء جسدي، لكن والدتي ووالدي لم يستسلما، ذهبا بى إلى مستشفيات عديدة، وهناك صنفوا تلك الأورام تصنيفات غير مقنعة».

وبحسرة تستدعي ذكرياتها المؤلمة والماثلة أمامها وكأنها حدثت اليوم، «جميع التشخيصات كانت لا تنطبق على حالتي. وهذا ما دل على قلة خبرة الأطباء، أحدهم صنف مرضي على أنه مرض مُعْدٍ يسمى (فايبر تيزيز)، والبعض الآخر من الأطباء كان يعطي لي حُقَن الكورتيزون؛ لكي يمتلأ جسدي وتختفى الأورام».

وبعد معاناة كبيرة جرى تحويل «ياسمين» إلى مستشفى قصر العيني، وطلبوا من الأطباء العديد من العينات حتى يجرى فحصها بالخارج، وبالفعل سافرت إلى إنجلترا ولكنهم لم يتوصلوا إلى أي نتيجة صحيحة، حيث قرر الأطباء إجراء عملية استئصال ورم، لأنها من الممكن أن تكون هي الحل، أجرت جراحتين على فترات متتالية، «العملية الأولى كانت في قدمي اليسرى، والأخرى في ذراعي الأيسر».

تقول والدموع تتساقط من عينيها، «في كل مرة كانت صدمتي أكبر من التي تسبقها عندما أسمع خبر فشل العملية؛ بسبب أن الأورام كانت تظهر مرةً أُخرى، لكن بصورةً أكثر من سابقتها، فقد أثرت العملية التي أُجْرِيَت في قدمي إلى خروجي على كرسي متحرك «وبقيت معاقة مش بس بصريا، لأ وحركيا كمان».

وعلى الرغم من إعاقتها لكن ذلك لم يؤثر على دراستها وحياتها الطبيعية، «لم أتخل عن حلمي من خلال استكمال تعليمي في المنزل من الصف السادس الابتدائي وأهلي استمروا في دعمي وتشيجعي».

وبابتسامة نجاح وانتصار، تواصل ياسمين حكايتها «بالرغم من دراستي المنزلية إلا أنمي استطعت أن أثبت نفسي ولم أرسب في أي عام دراسي ولم تتوقف طموحاتي، بل أرسم لنفسي طريقاً لأسير عليه بخُطى ثابتة نحو حُلمي الذي أحلم به منذ الصغر، فقد التحقت بكلية الآداب قسم الإعلام، لكي أصبح صحفية مشهورة، ومذيعة لامعة ونجحت في ذلك وأصبحت أعد حلقات الراديو وأمنتجها.. بقيت مونتيرة شاطرة».