أسست «كازينو» في ميدان الأوبرا، عام 1929، فكان بمثابة أكاديمية الفنون، تخرج على يدها العديد من نجوم ونجمات الفن، وكان من رواده الأوائل الملك فاروق، حتى ذاع صيت بديعة مصابني، فكان الكازينو الذي أسسته يضم الأدباء والفنانين، الذين يتخذون من الحديقة مكانًا لندواتهم، وكان من بينهم الأديب نجيب محفوظ، والراقصة والفنانة نعيمة عاكف، التي بفضلها استطاعت أن تقدم رقصة الـ«كلاكيت».

ويتزامن اليوم 25 فبراير، ذكرى ميلاد ملكة المسارح، بديعة مصابني، ويُقدم «هُن» قصتها مع الفنانة نعيمة عاكف.

بحرفية ومهنية استطاعت بديعة مصابني، اختطاف نعيمة عاكف من الفنان علي الكسار، الذي اتفق معها هي وشقيقاتها أن تعمل بفرقته مقابل مبلغ شهري قيمته 12 جنيهًا، لتعرض عليها هي الأخرى الانضمام لفرقتها بمقابل 15 جنيهًا، حتى وافقت عاكف وانضمت لكازينو بديعة.

دور بديعة مصابني في رقصة الكلاكيت

الغيرة كانت سببًا في جعل نعيمة عاكف، تتعلم رقص الـ«كلاكيت» وإلقاء المونولوجات، حيث كانت هناك فتاة ضمن فرقتها تدعى تيشي، وكانت تلقي مونولوجات على حركات رقص الـ«كلاكيت»، وكانت بديعة تشيد دائما بموهبتها أمام نعيمة عاكف، ما جعلها تشعر بالغيرة، حتى قررت أن تتعلم رقصة الكلاكيت وإلقاء المونولوجات.

عكفت نعيمة على الذهاب لمدرب الرقص الخاص بالفتاة حتى تتلقى دروسًا في الكلاكيت، ولكنه طلب منها أجرا كبيرا عن كل حصة، ولم تكن مواردها تسمح بذلك، فقررت أن تعلم نفسها بنفسها، ما جعلها تنتهز فرصة غياب تيشي، في أحد الأيام، ودخلت حجرتها وسرقت الحذاء الذي كانت ترقص به، ودهشت من قطع الحديد الموجودة فيه، فوضعته في قدميها.

بدأت الفنانة نعيمة عاكف، في تقليد الرقصة، وبعد ساعتين من التدريب المتواصل تعلمتها، وأخذت الحذاء معها، وذهبت إلى عامل أحذية وطلبت منه أن يضع في حذائها قطع حديد مشابهة له.

ساعات قليلة وتمكنت نعيمة عاكف من إتقان الرقصة، وبعد أسبوع ذهبت إلى بديعة مصابني وطلبت منها إتاحة فرصة لتقديم رقصة الـ«كلاكيت»، وبعد تردد ومحايلات سمحت لها وهي ليست على اقتناع تام وعندما أنهت الرقصة صفقت لها بديعة مع الجمهور بحرارة.