رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«تصفيح البنات» عادة غريبة بديلة للختان.. «أعمال سحر وشعوذة بأمر الآباء»

كتب: أحمد الأمير -

12:21 م | السبت 20 فبراير 2021

الختان والتصفيح ظواهر غريبة ضد الفتيات

من شمال مصر إلى جنوبها هناك عادات كثيرة يؤمن بها البعض زاعمين أنها تحمي البنات من الشهوة الجنسية أبرزها الختان، طريقة أخرى راجت ربما لا يعرفها البعض لقلة انتشارها لكنها بالطبع ذائعة الصيت بالمناطق الريفية بالدلتا والصعيد ففي قرية النمسا بإسنا التابعة للأقصر تواصلن مع إحدى البنات اللائي تعرضن لما يعرف بـ«التصفيح».

تزوجت فاطمة حسين عبد اللاه في نوفمبر 2019 بعد خطوبتين آلتا إلى الفشل، ظنت أن التصفيح كان سببًا في تعطيل زواجها لكن في المرة الثالثة تم زواجها بعد أن تخلصت من كارثة استمرت معها منذ الطفولة لأن فترة الخطوبة لم تتجاوز الـ6 أشهر، ولأنها تخلصت أخيرًا من «التصفيح» وجدت الشابة العشرينية التي تنتمي إلى قرية النمسا التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر نفسها أمام زوج في ليلة الدخلة، ثم حدثت «هن» عن قصتها التي بدأت مع جدتها عندما كانت في سن 13 عامًا.

التصفيح عادة من الأسلاف

تعتبر طريقة التصفيح العادة التي ورثتها جدتها وورثتها لأبنائها واحدة من الظواهر المتعلقة بالسحر فيما يخص ممارسة العلاقة الحميمية، فالفتاة «المصفّحة» باعتقاد جدتها المتوفاة منذ سنوات سيحافظ على عذريتها حتى يتم كتب كتابها وقبل الزفاف بأيام تذهب إلى الساحر مرة أخرى لفك التصفيح حتى تعود لطبيعتها بأي حال من الأحوال من خلال مادة سائلة مقروء عليها بعض التعاويذ تدهن في المنطقة التناسلية، وتظل كذلك حتى يحين موعد زواجها فيتم فك التصفيح وتكون مهيئة يومئذ أمام زوجها للعلاقة الزوجية.

التصفيح بدم الغزال والحرمل

تحدثت فاطمة عما أصابها خلال 13 عامًا كاملة بسبب جدتها لأمها التي كانت تؤمن تمامًا بالسحر طالما اعتبرته هو الحيلة الوحيدة لتكتمل العفة وتحافظ على شرف العائلة، وهو نوع من أنواع السحر تعرضت له الفتاة وهي صغيرة تعتقد أنه أفقدها حتى إثارة غرائزها.

وتقول نقلًا عن والدتها لأنها لم تتذكر تفاصيل ما حدث لها: «ذهبنا لإحدى السيدات اللائي يقمن بالتصفيح صحبة أمي وجدتي وطلبت السيدة مني ترديد بعض الكلمات، ثم أعطتني بعض الماء في كوب زجاج بعد أن وضعت فيه ورقة مكتوب عليها كلمات وحروف غير المفهومة باللون الأحمر مرجحة أن المادة المكتوب بها على الورقة يطلق عليها (دم الغزال)».

تكمل الفتاة لـ «هن»، تفاصيل الشعوذة التي تعرضت لها من خلال طريقة يطلق عليها «التشليط» حيث قامت السيدة بجرحها أكثر من مرة بموس في فخذها الأيسر وغمست في دمائها القليل من نبات الحرمل وطلبت منها وضعه مع البخور وإشعاله ثم التبخير به لمدة 7 أيام متواصلة مساء.

معاناة الفتيات مع ظاهرة التصفيح

تسرد فاطمة البالغة من العمر 25 عامًا: «كنت أشعر بشيء ثقيل دائمًا في بطني وحالة من التوهان وقيء مفاجئ وضيق خاصة عندما كنت أجلس مع خطيبي الأول والثاني أيضًا بجانب الكوابيس وسماع همسات في أذني بكلمات أفهمها وقت النوم مثل (انت ليا) (خطيبك مش هيتجوزك)» وكلمات أخرى لا تفهمها.

تقول إن «الموضوع كان صعب لأنه تحول إلى مس عاشق، كنت أرى رجالا دون ملابسهم ولا تظهر وجوههم عندما أكون منعزلة، وهو ما حكيته للشيخ الذي ذهبت إليه مع والدتي التي أخبرتني بالقصة بعد خطبتي الثالثة التي تمت الحمدلله».

تخلصت من التصفيح بعد ثلاثة أيام من عقد قرانها عن طريق «شيخ كويس» بحسب تعبيرها، بعد أن قرأ عليها آيات قرانية وأعطاها وصفة عبارة عن ماء مقروء عليه الرقية الشرعية وعليه 21 ورقة سدر ومسك أبيض وملح.

تقول الفتاة إنها استمرت في الاغتسال بهذا الماء، حتى انتهى تمامًا ما عانت منها لسنوات طويلة.

قبائل مشهورة بتصفيح الفتيات  

لكن حمدان ربيع البالغ من العمر 72 عامًا يروي لـ «هن»، موقفًا مشابه عندما كان يعمل في مهنة الجزارة بمنطقة شلاتين التابعة لمحافظة البحر الأحمر عندما سمع عن انتشار سحر التصفيح في مكان عمله، قائلًا: «يؤمن بعض الأشخاص من قبائل البشارية هناك أن هذه الشعوذة تحمي بناتهن من الانزلاق والوقوع أسرى في شهواتهن تارة أو أن يتعرضن للاغتصاب تارة أخرى لأنهم يعيشون في مناطق جبلية خطرة».

يقول إنه شاهد صديقه في مهنته وينتمي إلى قبيلة البشارية وهو ذاهبًا إلى الدجال ذاته الذي قام بتصفيح ابنته قبل أعوام في بداية بلوغها، وكانت تتعرض كثيرًا للإغماء وقت خطوبتها وهي عادة أيضًا معروفة لدى قبائل «الجمسة» و«الغجر» في الصعيد وبعض مدن الدلتا على حد قول حمدان.