رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد معايرة تامر أمين.. عاملات المنازل يعترفن: "هربنا من أهالينا والشغل مش عيب"

كتب: أحمد الأمير -

10:28 ص | السبت 20 فبراير 2021

تصريحات الإعلامي تامر أمين

هجوم على وسائل التواصل الإجتماعية في الساعات الأخيرة طال الإعلامي تامر أمين، عقب تصريحاته المتعلقة باعتماد بعض الأسر المصرية في الريف وصعيد مصر على عمل الأبناء القصّر يخصصون ما يتقاضونه لهم، ما أثار حفيظة أبناء محافظات الصعيد وشنوا انتقادات ضد الإعلامي الذي خرج ليعتذر لـ «الصعايدة» بعد أن تم وقف برنامجه الذي تبثه قناة النهار بحسب طارق سعدة نقيب الإعلاميين.

لم يكن حديث الإعلامي الذي أحيل للتحقيق بعيدًا عن الواقع في مجمله فهناك بالفعل قاصرات يعانين من الإرغام على العمل من ذويهم خاصة العاملات المنزليات، اللائي تحدث عنهن الإعلامي في الحلقة التي تسببت في وقف برنامجه.

تعسف ومضايقات الأهل

تقول أم أكرم، البالغة من العمر 42 من مدينة القاهرة، والتي تعمل في إحدى روابط العاملات المنزليات باسم رابطة الصحوة، إنها تتعامل بالفعل مع هؤلاء القاصرات اللاتي يأتين بعضهم هربًا من مضايقات أهلهن وتعسفهم ضدهن، وأخريات يأتين للعمل في إطار آخر يتعلق بإرغام ذويهن لهن، للعمل والحصول على أجورهن.

وتحدثت «أم أكرم» لـ«هن»، عن إحدى السيدات التي أرغمت ابنتها على العمل منذ أن كان عمرها 11 عامًا فقط بحجة تجهيز نفسها «شراء مستلزمات الزواج» وهي طريقة ظالمة من وجهة نظر عضو الرابطة التي تبحث عن حقوق العاملات المنزليات، غير أن الكثير من الفتيات يأتين من كل حدب وصوب باحثات عن عمل إرضاء لذويهن، نافية وجود بنات من محافظات الصعيد أتوا إليها ليعملن بغرض تحمل مصاريف آخرين، كالأب والأم لكن تعود أصولهم إلى الدلتا والقاهرة الكبرى.

أما أية إيهاب أبو ديه، 29 عاما، عضو رابطة الصحوة، ومسؤولة عن مكاتب تشغيل الخادمات، تقول: «لا أتعامل مع نساء يردن العمل سوى من هن جاوزن السن القانونية للعمل بعد 21 عاما، على الرغم من أن الكثيرون يأتون للبحث عن عمل لبناتهن بغرض تحقيق المال على حسابهن، فالبعض يرى أن لا مهنة له ويلجأ للطريق الأسهل وهو أن تعمل ابنته وتحقق دخلًا من ثلاثة أو أربعة ألاف جنيه وهو لا يعمل رغم قدرته على العمل وهو شيء غير أخلاقي».

أمل: عانيت من صغري بسبب والدي

قالت «أمل»، التي رفضت الإفصاح عن معلومات تخص مدينتها لكن تعود أصولها إلى دلتا مصر ومتزوجة من حارس عقار، إنها عانت منذ صغرها من العمل في المنازل بسبب والدها الذي عاش أغلب سنوات عمره لا يعمل ورغم أنه شاع في الساعات الأخيرة الحديث حول قضية تصدير العمالة في سن مبكرة، بعد تصريحات الإعلامي تامر أمين التي أدلى بها وأثارت الجدل.

عاشت «أمل» 28 عامًا، مأساة العمل عندما تركت مدينتها في إحدى قرى محافظات الدلتا، لتنضم إلى عاملات المنازل في مصر بعد انقطاع الدخل الشهري المعتاد على عائلتها، بسبب تخلي والدها الذي يعمل سائق عربة «كارو»، ويصرف منها عليها وباقي أخوتها الـ4، فالفتاة التي تكبرهم جميعًا وهم ثلاث ذكور وأنثى لكن تم اختيارها للعمل كخادمة في أحد المنازل بالمهندسين لتسد حاجة أسرتها.

 تقول أمل لـ«هن»: منذ ذلك الوقت اعتمدت عائلتي على الإعانات والراتب الشهري الذي أتقاضاه والذي كان يبلغ 400 جنيه وقتها، ولا أتذكر كم كان عمري وقتها لكني لم أكن أبلغ 20 عامًا، ونظراً لطبيعة العمل المؤقتة لوالدي بعد أن ترك مهنته واتجه للعمل باليومية في البناء، اعتمد بشكل كامل على الدخل الأساسي الذي اتقاضاه والإعانات التي كان يتحصل عليها من أثرياء القرية».

شقيقة أمل التي تصغرها بثلاثة أعوام اضطرت إلى مساعدة زوجها الذي يعمل أيضًا حارس عقار، إلا أن العبء تضاعف بعد وفاته في عام 2017، فأصبح فرضًا عليها العمل مثل اختها ومعظم راتبها أيضًا يذهب للأب والأم وباقي الأخوة.

طوق النجاة

لطالما كان الكثير من الأشخاص في القرية التي تنتمي إليها «أمل» يعتبرون عمل أبنائهم في سن مبكرة «طوق النجاة» لهم، كنوع من الاستغلال وتحقيق الراحة وعبء الدخل.

تكشف «أمل» أن في قريتها أحد الرجال مثالا تزوج بأمرأة أخرى وأصبح غير قادرًا على تحقيق الرزق لزوجاته فأرسل جميع أبنائه الذكور والإناث ليعتمد على دخلهم سواء كان شهري أو باليومية، وهي الطريقة التي تعمل بها أمل في الوقت الحالي، حيث تتقاضى حوالي 250 جنيه يوميًا من عملها في المنازل.

 تقول إنها ترسل جزء لعائلتها والجزء الآخر تخصصه لإحدى الجمعيات مع صديقاتها في منطقة فيصل، مؤكدة أنها لا تدفع إيجار مسكنها هي وزوجها فالسيدة مالكة العقار حيث عمل زوجها أعطته غرفة صغيرة عبارة عن غرفة وصالة واحدة ليزاول مهنته في العقار ذاته.

لا شك أن عاملات المنازل في مصر في حاجة إلى قانون يحمي حقوقهن، فبحسب دراسة ميدانية أعدتها الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وصدرت عام 2010 بعنوان «عاملات المنازل في مصر الخصائص والمشكلات»، فإن هناك العديد من الأسر المصرية تعتمد على دخل أبنائهم وحوالي 87.5% من هذه الأسر تعتمد بشكل رئيسي على دخل النساء.