كانت عاطفتها لسانها الناطق، لم تستطع أن تترك ابنتها تعاني آلام المرض، لم تتردد لحظة في منح طفلتها فرصة أخرى للحياة، إذ قررت أوفت كايزر، 21 عامًا التبرع بكبدها لإنقاذ حياة ابنتها صاحبة العامين من الموت، ووافقها في الأمر زوجها الذي يُدعى رايان، ويبلغ من العمر 29 عامًا، يعمل كطاهي بريطاني، ولكن تم الاستغناء عنه قبل تفشي فيروس كورونا المستجد.

رغم كون تبرعها بالكبد سيعرض حياتها للخطر، إلا أنها وقفت موقف شجاع وتغلبت على مخاوفها، فقد ولدت آريا قبل أربعة أسابيع من الولادة وكانت مصابة باليرقان، لذلك أُعطيت العلاج بالضوء، وفق «ميرور البريطانية».

لم تتحسن حالة آريا، واكتشف الأطباء أنها تعاني من رتق القناة الصفراوية، وهي حالة توقف العصارة الصفراوية، ما يساعد الكبد على تكسير الدهون التي تمر عبر العضو، يمكن أن يتسبب رتق الكبد في أن يصاب الكبد بالندوب والتلف والفشل.

في عمر 19 يومًا فقط، تم نقل أريا من مستشفى غلاسكو إلى ليدز لإجراء عملية جراحية تُعرف باسم كاساي، وغالبًا ما يحتاج إلى زرع كبد ولكن في 8 أشهر ساءت حالتها أكثر.

أخبر الفريق الطبي والد آريا، بأن ليس أمامها سوى بضعة أسابيع فقط لتعيش بدون عملية زرع وعليهم البحث عن متبرع لها، وبعد العديد من الاختبارات والفحوصات كانت الأم الأكثر قدرة على التبرع لطفلتها.

الممرضات لعب دور جاستن بيبر لتهدئة الأم

في البداية، قال الأطباء بأن كبد الأم كبير على ابنتها وأن الشريحة التي يحتاجون إليها لن تتناسب مع الداخل، لتصاب بحالة صدمة: «لطالما كان لدي هذا الخوف من الجراحة والاستيقاظ ولم يدرك أحد، كان على الممرضات لعب دور جاستن بيبر لتهدئتي أثناء نومي، عندما استيقظت لم أكن متأكدة من انتهاء العملية».

الأم تروي كواليس إجراء العملية

وتابعت الأم في رواية كواليس العملية: «لقد كان أطول يوم، كانت أريا لا تزال في غرفة العمليات وكنت أتلقى تحديثات منتظمة من ريان، خرجت أريا من الجراحة في الساعة 8 مساءً ، ولكن مرت أربعة أيام قبل أن اتمكن من رؤيتها».

بعد 15 يومًا، استيقظت أريا من العملية، ولكن بعد أسبوع كان لا بد من إعادتها جوًا إلى ليدز لإدخال دعامة، وهي عبارة عن أنبوب شبكي سلكي قصير، بعد أن أظهرت الفحوصات أن الوريد الذي يغذي الكبد قد بدأ بالانغلاق.