رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«يُمنى» تشبع أمومتها بـ«ليلى» وتؤسس «الاحتضان» لإنقاذ الأطفال

كتب: آية المليجى وغادة شعبان -

09:48 م | الجمعة 15 يناير 2021

«يمنى» مع ابنتها «ليلى»

قبل 5 أعوام ساد الارتباك حياة يُمنى دحروج، حين اقترح عليها زوجها كفالة طفل يمدهما بالحياة التى طالما رغبا فيها، 3 أعوام من الحيرة، حتى وافقت على طلب الزوج. حضرت «ليلى» للمنزل، وقتها تبدلت حياة «يمنى»، وأسست مبادرة «الاحتضان فى مصر»، لمساعدة عشرات الأسر التى ترغب فى كفالة أطفال، وفى الوقت نفسه، منح الصغار أحضاناً دافئة.

الحكاية بدأت حين أدرك الزوجان استحالة الإنجاب، حكمة الله التى لم تدركها «يمنى» فى بداية الرحلة، وقتها كانت السيدة الثلاثينية تعمل بالسعودية فى الموارد البشرية بإحدى الشركات الخاصة، 3 أعوام وانتقل الزوجان للعيش فى دبى، فرصة عمل جديدة وحياة أفضل، لكن رغبة الأمومة لم تمحُها أى نجاحات: «عاوزة أكون أم.. نفسى فى حياة الدوشة والزعيق» بحسب ما وصفته لـ«الوطن»، عبر «واتساب». وافقت «يُمنى» زوجها فى اقتراحه، عادا إلى مصر، وفى جولة قصيرة لم تتعدَّ أياماً، كان على الزوجين إنهاء إجراءاتهما، والعودة إلى عملهما من جديد، 4 أشهر من الانتظار، هى الأصعب فى حياة «يمنى»: «قابلت اللى قال لى إنتى لسة صغيرة.. وليه يئستى.. كنت بحاول أفهّمهم لكن مفيش فايدة.. عشان كدا بنصح أى أسرة هتاخد قرار الاحتضان ما تتكلموش كتير».

أتت الموافقة وحضر الزوجان وتجولا بإحدى دور الرعاية، يوم وصفته بـ«الغريب» فى الشعور الذى اجتاحها حين رأت «ليلى» للمرة الأولى، أحضرتها مشرفة بالدار: «حسيت إنهم جايبين بنتى.. كانت رفيعة وعندها برد. . ضحكت لى ضحكة عمرى ما هنساها.. هى بنتى».

لم يعِ محيط «يُمنى» مفهوم الكفالة، سواء أسرتها أو عائلة زوجها: «بابا سألنى قال لى هتعيش معاكم لغاية إمتى.. وحمايا كان بيسألنا يعنى هى هتقول لكم إيه»، عدم المعرفة كان الخيط الذى تتبعته «يمنى» بعد ذلك لتأسيس مبادرتها: «سبب رئيسى فى مبادرتى اللى عملتها».

السيدة الثلاثينية: أول ما شفتها حسيت إنها بنتي وأخذت أدوية منشطة ورضعتها 5 رضعات للتحريم

انتقلت «ليلى» للعيش بدبى مع أسرتها الجديدة، بدلت حياتهما، تركت «يمنى» وظيفتها، واكتفت بعملها كاستشارى علاقات زوجية و«لايف كوتش»، أصبح للحياة مذاق خاص، بعدما منحتها الصغيرة حقها المفقود، إذ أصبحت ابنتها بالرضاعة: «خدت الأدوية المنشطة عشان أرضعها 5 رضعات.. عشان تكون محرمة على زوجى وتبقى بنتى فعلاً بالرضاعة». منذ أن تستيقظ «يمنى» من نومها ترعى طفلتها فى شئونها، تذهب بها للحضانة، تُحضّر طعامها الشهى، وتشاهدان معاً الكارتون المفضل، وتقضيان أوقات فراغهما فى مقابلة الأصدقاء وأماكن الألعاب: «باخدها معايا فى أى مكان».

تنعم «ليلى» بطفولة هادئة، فهى ابنة العامين و3 أشهر، ترتمى بين أحضان «يمنى» الدافئة كل مساء، وقبل أن تغط فى نوم عميق، تستمع لحدوتة من تأليف «يمنى»، تلخص بها مفهوم الاحتضان: «هى لسة صغيرة.. لكن ببدأ معاها بقصة صغيرة عشان تفهم معنى الكفالة والاحتضان وبحكى لها عن قطة اسمها ليلى وراحت بيت ماما يمنى وبابا وائل وبقى عندها عرايس كتير». التغيير الذى لحق بحياة «يمنى» لم يقتصر على الأمومة، لكنها عكفت على تأسيس مبادرتها لإنقاذ حياة الصغار وإعادتهم للعيش وسط أحضان دافئة: «لما خدت ليلى ومشيت.. كنت بفكر طب مين هياخد باقى الأطفال.. فيه أولاد محتاجينا لازم نتكلم عنهم».

«الاحتضان» اسم أطلقته «يمنى» على مبادرتها فى مصر، فهى تؤمن بحرمة التبنى، وأن ما يحتاجه الأطفال هو الحضن: «كلمة بتوصف احتياج الطفل»، أسستها قبل عامين، من صفحة على «فيس بوك»: «بدأتها لوحدى.. دلوقتى بقى عندى فريق متخصص فى كل حاجة.. سواء للورش أو التسويق أو الرد على الأسئلة.. أنا بتابع معاهم ومتخصصة أكتر فى حل المشاكل وساعدنا 600 أسرة فى الكفالة».

رغم استقرار «يمنى» فى دبى، تتواصل بشكل يومى مع إدارة الأسر البديلة بوزارة التضامن، لمتابعة الأسر ومساندتهم عند اتخاذ خطوة الاحتضان: «الأطفال اللى فى دور الرعاية والأيتام.. مكانهم فى البيوت.. هنفضل نساعدهم ونشجع على احتضانهم».