كتب: محمد أباظة -
09:54 م | الأربعاء 30 ديسمبر 2020
أقدام صغيرة تخطو بخفة مرتدية فساتين قصيرة مرسوم عليها «شخابيط» ملونة، زهور وفراشات وبحار وطيور ولكل ذات ضفيرة خيالها الذي وضعته على كراسة رسمها، وألوان متداخلة من صبية صغار يعبرون من خلالها عما يحلمون، يرسمونها على الورق متخيلين ملابسهم، لتتحول تلك «الشخابيط» البسيطة لطباعات على فساتينهم وملابسهم، تسعد بها قلوبهم، وتكسبهم الثقة في موهبتهم الفطرية البسيطة، وتزيد من رغبتهم في الاستمرار بالتعبير عما يشعرون بأقلامهم الخشبية.
فكرة خارج الصندوق نفذتها إنجي طلعت محمد، دكتورة الديكور والأزياء، والتي تُعلم الرسم في جامعة مصر الدولية منذ 23 عامًا، للفتيات والصبيان الذين يدرسون الرسم والحرف الفنية في المركز الخاص بها، بهدف إسعادهم وتزويد الثقة في أنفسهم حسبما قالت لـ«الوطن»، وذلك من خلال تحويل الرسومات الخاصة بهم إلى ملابس يرتدونها، من تصميم «أتيليه» الأزياء الخاص بها في نفس المركز الذي تملكه بالتجمع الأول.
إسعاد الأطفال، والرغبة في الجمع بين الموهبتين التي تجيدهما، كان دافع «إنجي» في تنفيذ فكرتها، قائلة أن الأطفال يشعرون بسعادة غامرة وثقة بالنفس بعد أن يجدوا مُعلمتهم أعُجبت برسوماتهم لدرجة جعلتها تحولها إلى فساتين للفتيات وقمصان للأولاد، ما يجعلهم يستمرون في الرسم دون خوف أو خجل.
فكرة عمرها شهرين لورشة تعليم الرسم والتلوين للأطفال من أعمار ما بين 4 إلى 16 عاما، لاقت سعادة الأطفال والأمهات، حتى أنهم تواصلوا مع «إنجي» لتنفيذ الفكرة مع أبنائهم، لارتداء ملابس من تصميم رسومات أطفالهم، وهو ما يشعر الطفل أن المجهود الذي بذله في رسوماته لاقى تقديرًا من مُعلمته ووالديه، حسبما ذكرت صاحبة الفكرة.
بعد انتهاء مدة الورشة التي تقام مرة شهريًا، وعقب الوصول إلى النتائج المرجوة للوصول إلى مستوى في الرسومات يلقى الوفاق من الأطفال ومُعلمتهم، تتفق في الخفاء مع أولياء أمورهم ليجلبوا لها أي قطعة من ملابس أبنائهم، حتى لا تضطر إلى أخذ مقاساتهم فتحرق لهم المفاجئة، وبعد إسبوعين تفاجئهم بالفساتين والقمصان الجديدة المطبوع عليها رسوماتهم، عن طريق فريق التصميم التابع لها.